علم الدين عمر يكتب: حاجب الدهشة

الأحد، 10 أغسطس 2025 12:31 م

علم الدين عمر

علم الدين عمر

اتصال رئيس الوزراء..زيارة مصر وأشياء أخرى..وللكلمات لكماتها!!!

..تلقيت خلال الأسبوع الماضي إتصالاً عاصفاً.. متوتراً من دولة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس في شأن شخصي ..لا نحتاج لتفصيله الآن كشف لي بسيادة مطلقة للمنطق أن هذه المرحلة من عمر الأزمة السودانية متداخلة الملفات متقاطعة الأجندة..بائنة التوتر ..بالغة الحساسية..شديدة الإستقطاب..وبالتالي تحدث الإختراقات خلالها من جوف الأخطاء وتتطور تجربة الحكم والإدارة أثناء الممارسة..إذ لم يحدث أن تعرضت البلاد لحرب وجودية بهذا الوضوح وهذه الشراسة من قبل ..ولم توضع حتي في إحتمالات التخطيط والتنظير..
عقب تكليف الدكتور كامل إدريس برئاسة وتشكيل الوزارة في السودان أرتفعت سقوفات التوقعات علي طرفي المعادلة..الحالمين بالنجاح والمراهنين علي الفشل..وبينهما تأرجحت الرؤية..وتباينت المواقف ..ومضي الرجل لشأنه..في ظل توازنات غاية في التعقيد..وكان واضحاً أنه يتحرك برؤية برامجية تتجاوز الشخوص-الذين لا يعرف جلهم فأعتقد الناس أنه يتخبط في التعيين والتكليف(وزيري الصحة والثروة الحيوانية) نموذجاً..
ولكنهم لم يتبينوا من بين كلمات ولكمات هذا التحدي حجم الجهد المبذول للوصول لصيغة مرضية من خيارات صفرية تتجاوز غياب مؤسسات دعم القرار وترنح القوي السياسية وبرامجها ..وتقاطع الإتفاقيات الوطنية والتمثيل الجهوي والمناطقي والإشراف السيادي القريب علي الجهاز التنفيذي بذات اليد التي تحمل السلاح وتقود الميدان..
تحمل الرجل ضغطاً كبيراً وهو يتحرك في مساحات محدودة بتكليف مطلق..وبدأت حملات التشكيك في قدرته علي السباحة في هذا البحر الهدار من التحديات والتربص و(الحدير في الضلام) .. التطور أثناء الممارسة في تقديري هو كلمة السر في نجاح الدولة في الصمود خلال الفترة الماضية وفي الحفاظ علي سيادتها رغم تمدد المؤامرة وبداية الحرب من المسافة صفر..وهذا بالضبط ما يفعله كامل إدريس الذي لم يتردد في الإعلان عن التراجع عن تعيين وزير الثروة الحيوانية علي الهواء مباشرة خلال زيارته التاريخية لمصر..
الزيارة التي حاولت دوائر كثيرة ..من داخل الصندوق وخارجه فيما يبدو التشويش عليها وإخراجها من سياقها الموضوعي وأختراقاتها المعلنة كأول زيارة خارجية لرئيس الوزراء لأهم دول العالم بالنسبة للسودان وشعبه وقضيته..وأجدني غير مهتم إطلاقاً بهذه الهوامش الإنصرافية ومحتفياً بمخرجاتها في ملفات التعاون المشترك والتكامل المطلق في المواقف السياسية والإقتصاد وقضايا المجتمع وهموم وتحديات الجالية السودانية المستضافة في مصر بكامل الترحاب والحفاوة..وتنسيق الجهود لمواجهة تحديات الأمن القومي ومهدداته ..تلك الزيارة التي بانت مقدمات نجاحها من (كركون) شرف المطار والإستقبال الحافل والبشاشة وطلاقة وجه رئيس الوزراء المصري والرئيس السيسي..وأنفراج أسارير الدكتور كامل إدريس وهو يخاطب الناس ويبشرهم ويفتح لهم براحات الأمل ..
كانت الزيارة ناجحة من زاويتي تلك و(وهي التي تعنيني) بكل المقاييس..ومن ذات الزاوية وعطفاً علي إتصال رئيس الوزراء وأشياء أخري ..أقول أنه ما من خيار أمام السودانيين الآن غير دعم هذه الحكومة دعماً مطلقاً.. ناقداً..مبصراً.. ناعماً وخشناً..

search