رشان أوشي تكتب: إلى "النيابة العامة" وثائق وحقائق
الأربعاء، 20 أغسطس 2025 04:10 م

رشان اوشي
رشان اوشي
إحدى أخطر نتائج حرب ١٥/أبريل ، أن الفوضى وانشغال الدولة بالعمليات العسكرية والضغوط الخارجية فرضت واقعاً جديداً وخطراً في بلادنا وهو ما أسميه "ظل الدولة".
يخوض السودانيين معركتهم الوجودية في أخطر مراحل تاريخهم، لكن الأقسى والأفظع والأسوأ، هو ثمة حالة مرضية غريبة رهيبة تصيب الضمير الوطني و تترافق دائماً مع الفراغ السلطوي وغياب الدولة ، أو غالباً، في مستوى أكثر حدة وعمقاً.
دائماً نظن أن الحرب هي بين الدولة و"مليشيا الدعم السريع" ، فإذا هي بين الشعب وجماعات الانتهازيين .
حكايتنا الثانية من مدينة "الدبة" مركز قيادة العمليات العسكرية نواحي حدود دارفور مع الولاية الشمالية، وفي ظل التهديد الأمني الذي يواجه السودان عبر هذا المنفذ، نشأت جماعات انتهازية من رجال أعمال وناشطين، قدمهم الإعلام داعمين للجيش في محنته، ولكن ما الحرب إلا سانحة لن تتكرر من أجل الوصول الى الثراء .
بدأت الحكاية، بتاريخ يناير/٢٠٢٤م، عندما أصدر رئيس الغرفة التجارية بالولاية الشمالية "احمد مدثر" قراراً بفرض رسوم مالية على سيارات نقل البضائع التي تعبر الولاية ، وقام بتحديد نقاط للجبايات عبر إيصالات تحمل "ترويسة الغرفة التجارية" واختامها، بهدف توفير دعم مالي للقوات المسلحة الفرقة (١٩) مروي والمقاومة الشعبية، تودع الأموال في حساب خارج ولاية وزارة المالية ولا يخضع لسلطة المراجع العام.
فرضت "الغرفة التجارية" مبلغ (٢٥٠.٠٠٠) جنيه على السيارة الواحدة المخصصة لنقل البضائع ، و حتى ١٥/يوليو/٢٠٢٤م، تم تحصيل حوالي (29761) إيصال، بقيمة (9.500.000.000) جنيه،ولاحقاً فرضت زيادة على الرسوم لتصبح (400.000) بدلاً عن (250.000) جنيه .
وفي مطلع العام ٢٠٢٥م ، فرضت "الغرفة التجارية" رسوماً على سيارات نقل البضائع التي تعبر الحدود إلى داخل الولاية بقيمة (١٠٠.٠٠٠) جنيه دعماً للمقاومة الشعبية، وحتى يوم حتى يوم ٢٦/مايو/٢٠٢٥، تم تحصيل (69166) إيصال بقيمة (69.166.000.000) جنيه.
حيثما أصبحت "الغرفة التجارية" تصطاد من أرادت، ووقت ما أرادت، ودون أي مراعاة للقوانين أو احترام للوائح وزارة المالية في التحصيل المالي، فرضت رسوماً أخرى على حمولات عربات نقل البضائع بقيمة (1000) جنيه للطن، ورسوم أخرى على السيارات التي تتجول داخل مناطق الولاية بقيمة (30.000) جنيه، و في الفترة من ٢٠/ حتى ٢٧/مايو/٢٠٢٤م تحصلت حوالي (3000) إيصال بقيمة (300) مليون جنيه سوداني .
وعليه، فإنَّ السؤال موجه لقيادة الفرقة (١٩) مروي، وقيادة المقاومة الشعبية بالولاية الشمالية الفريق" صالح ياسين" و اللواء "عبدالرحمن فقيري": هل استلمتم هذه المبالغ الطائلة والتي تم تحصيلها بإسم معركة الكرامة ودعم المجهود الحربي؟.
وعليه، فإن السؤال موجه للنائب العام لحكومة السودان، هذه المجموعة التي امتصت دماء الشهداء وحولتها إلى ثروات شخصية، ضربت بالدولة عرض الحائط، ومرغت هيبتها في الوحل، هل ستنجو بفعلتها تلك كما نجا العديد من الخونة والمجرمين من قبل؟ .
هي أسئلة، لكنها تقود إلى أجوبة محددة، ولو قلتها مباشرة، لقيل إن الطرح حاد. فهل اتضحت الصورة بكل هدوء؟.
في الحلقة القادمة:
من يرعى المليشيات المنفلتة بالولاية الشمالية؟ وفيما يتم توظيفها؟.
محبتي واحترامي
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
"إندرايف" تطلق "مسابقة الصيف" لتكريم السائقين المتميزين في القاهرة والساحل الشمالي
23 يوليو 2025 11:40 م
تقديم نشوي أبو العلا: “نون كاست”.. برنامج يوثق نجاحات المرأة المصرية على قناة هي
18 يوليو 2025 10:15 م
اجتماع تنويري بالقضارف يؤكد أهمية التأمين الزراعي لدعم الجمعيات النسوية
13 يوليو 2025 11:30 م
أضرار سوء استخدام المضادات الحيوية.. تعرف عليها
29 مارس 2025 02:34 م
ترامب يقدم عرضا مغريا للصين مقابل بيع تيك توك
29 مارس 2025 02:23 م
الأكثر قراءة
-
رئيس الوزراء يثمن تأهل المنتخب الوطني لربع نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين "شان"
-
بادي يقف على نتائج دراسات دعم استقرار العائدين بالنيل الأزرق
-
وزير الشباب والرياضة يهنئ منتخب السودان بعد التأهل لربع نهائي "شان 2025"
-
سفارة السودان بأنجمينا تؤكد جاهزية الامتحانات ومراقبتها بدقة
-
لقاء تشاوري بين ولايتي القضارف ووسط دارفور لتعزيز دعم معركة الكرامة
أكثر الكلمات انتشاراً