رسوب عائشة حماد يشعل "سوشيال ميديا السودان".. دموع طالبة مكفوفة بين الإشادة والاتهام بالغش

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 04:26 م

نتيجة امتحان

نتيجة امتحان

في تطور أثار موجة واسعة من الجدل والتعاطف، تصدرت قضية الطالبة عائشة حماد عبد الرحمن، ذات الإعاقة البصرية من ولاية النيل الأبيض، المشهد التعليمي والإعلامي في السودان، بعد إعلان رسوبها في إحدى مواد الشهادة الثانوية، رغم تفوقها الأكاديمي المعروف وشهادات زملائها ومعلميها.

الطالبة، التي تُعرف بين أقرانها بانضباطها وتميّزها، تم اتهامها بـ"الغش"، وهو ما أثار استغراباً واسعاً بالنظر إلى حالتها الصحية وسجلها العلمي، حيث تعتمد عائشة على السمع بشكل أساسي، وتقرأ الكتب من مسافة قريبة جدًا لعينيها.

رسالة مؤثرة وحملة تضامن

الجدل تصاعد بعد نشر رسالة مؤثرة كتبتها زميلتها أريج آدم محمد مضوي، نفت فيها التهمة عن عائشة، مشيدةً بأخلاقها وتفانيها رغم التحديات الجسدية. وقالت إن عائشة لم تغب عن المدرسة يوماً، وكانت تحرز دائمًا نسبًا تتجاوز 95%، مؤكدة أن ما حدث "ظلم بيّن لا يليق بطالبة بمثل هذه القيم والاجتهاد".

شهادة المعلمين واستغراب من النتيجة

من جهته، قال الأستاذ عماد ود الأمين، معلم مادة اللغة العربية لعائشة، إنه صُدم من النتيجة، واعتبر الاتهام بالغش غير متسق مع سلوكها وتاريخها. وأشار إلى أنها حصلت على 277 درجة في الصف الثامن، وتم تكريمها سابقاً، كما أجرت معها قناة تلفزيونية حوارًا لتميزها رغم ضعف بصرها.

وأضاف: "عائشة نموذج للإرادة والصبر، واتهامها يحتاج لمراجعة فورية"، مشيدًا في الوقت نفسه بنزاهة لجان التصحيح، لكنه لم يستبعد حدوث خطأ إداري أو في التقدير.

مطالب بالتحقيق ومراعاة ذوي الإعاقة

تحولت القضية إلى حملة تضامن واسعة على مواقع التواصل، تطالب وزارة التربية والتعليم بفتح تحقيق عاجل، ومراجعة ظروف إجلاس الطلاب ذوي الإعاقة خلال الامتحانات. كما دعا نشطاء إلى ضمان عدالة التقييم وتهيئة البيئة التعليمية المناسبة لهذه الفئة، باعتبار ما حدث مؤشرًا لقصور في إدارة الامتحانات وظروف الرقابة.

في ظل الحرب.. التعليم تحت الضغط

وتأتي هذه القضية وسط أزمة تعليمية أعمق يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مما أثر بشكل مباشر على انتظام الدراسة، وانعكس سلباً على جودة الرقابة وسلامة التصحيح في عدد من الولايات.

عائشة.. رمز جديد لتحدي الإعاقة وظلم النظام

قضية عائشة، التي باتت حديث الرأي العام، تعكس الحاجة إلى إصلاح جذري في التعامل مع الطلاب من ذوي الإعاقة، وتسلّط الضوء على ثغرات في المنظومة التعليمية تتطلب معالجة عاجلة لضمان العدالة التربوية وعدم ضياع مجهود طلاب اجتهدوا رغم كل الظروف.

search