ناجية من مجزرة الفاشر: أعدموا الرجال أمام نسائهم وأطعمت رضيعي علف حيوانات متعفن من الجوع

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 01:32 م

نازحون من الفاشر

نازحون من الفاشر

وصفت إكرام عبد الحميد، إحدى الناجيات من مجزرة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان، مشاهد القتل الجماعي بعد سيطرة ميليشيا الدعم السريع على المدينة، وسط مخاوف من هجمات ذات طابع عرقي.

وقالت عبد الحميد، التي فرّت مع أطفالها الثلاثة وحفيدها، إن مقاتلي الدعم السريع أطلقوا النار على الرجال الذين حاولوا الهرب بعد السيطرة على المدينة. وأضافت أن الرجال أُوقفوا عند حاجز ترابي وفُصلوا عن النساء، حيث اختار المسلحون بعضهم وأعدموهم ميدانيًا أمام النساء، فيما سُمح للنساء بالمغادرة.

وأوضحت الناجية أن حفيدها الرضيع، الذي فقد والديه خلال الحصار، أصيب بسوء تغذية حاد واضطرت لإطعامه علفًا متعفنًا للحيوانات قبل أن تتمكن من إعطائه محاليل الجفاف عند وصولها إلى بلدة طويلة. وأظهرت صور طبية الطفل وهو يتلقى العلاج عبر الوريد.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية، بحسب مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وجود مجموعات من الأجسام البشرية قرب الحواجز التي أقامتها ميليشيا الدعم السريع، مع بقع حمراء يُعتقد أنها دماء، ما يدعم روايات الشهود.

وأكدت الأمم المتحدة أن التقارير حول الانتهاكات واسعة النطاق مروعة، تشمل الإعدامات العاجلة والهجمات على المدنيين أثناء فرارهم والمداهمات المنزلية ومنع السكان من الوصول إلى مناطق آمنة.

وفيما أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن 75% من الأطفال الوافدين إلى طويلة من الفاشر يعانون من سوء تغذية حاد، أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى فرار أكثر من 26 ألف شخص خلال يومين، بينما بقي نحو 250 ألف داخل المدينة عند نهاية الحصار.

تترسخ بذلك مأساة جديدة في دارفور، حيث تتكرر صور المذابح والنزوح والمجاعة، وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف الانتهاكات في ظل حرب مدمّرة قسمت السودان إلى مناطق نفوذ متصارعة.

search