سيف الاسلام عبدالله يكتب: اليمن والسودان أخوة التاريخ والشهامة في وجه المحن

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 10:17 ص

سيف الاسلام عبد الله

سيف الاسلام عبد الله

​يا أحباب الروح ويا أصحاب المروءة والشهامة يا منبع الأصالة والعز. تتراقص الحروف على إيقاع المحبة الصادقة لتخط أسمى آيات الشكر والامتنان لكم يا شعب اليمن الأشم يا من سكنتم سويداء القلوب. في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها السودان الجريح كنتم أنتم النور الساطع في ليل المحنة واليد الحانية التي امتدت بالدعم والسند. ليس غريبًا عليكم هذا الموقف المشرف فأنتم يا سادة التاريخ ويا ورثة الأمجاد يا من خطت أياديكم المباركة أروع صفحات البطولة والكرم.
​منذ فجر الزمن وأنتم منارة للعالم شمس تشرق على الحضارات أرض سبأ ومأرب وحمير تحكي عن مجد تليد وعن قوم إذا قالوا فعلوا وإذا وعدوا أوفوا. أنتم يا أهل الحكمة والإيمان يا من قال فيكم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "الإيمان يمان والحكمة يمانية" وهذا ليس  ثناء  بل هو وسام شرف يزين صدوركم الكريمة. فيكم تتجسد الشهامة الأصيلة ورجولة لا تعرف الانكسار كالجبال الشماء التي لا تهزها الرياح العاتية. قلوبكم كينبوع صافٍ يتدفق خيرًا وعطاءً وصدوركم رحبة تتسع لكل مظلوم ومقهور. أنتم يا أهل الوفاء يا من عرفنا فيكم معنى الأخوة الحقة.
​لقد كانت مآثركم على مر العصور كقوافل النور التي عبرت الصحارى لتهدي الضال وتروي العطشان. يا من نصرتم الحق ودعمتم المظلوم. عندما ضجت الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بآلام السودان كان صوتكم هو الأعلى والأكثر صدقًا. رأينا تفاعلكم الجياش كبحر متلاطم الأمواج يغلي بالغيرة على إخوتكم. صفحاتكم كانت كالزهور المتفتحة التي تنشر عبير التضامن وكلماتكم كالنحل العامل الذي يصنع شهد المحبة. منشوراتكم وتغريداتكم كانت شهادات حق لن تُمحى من ذاكرة الأيام. لم تدخروا جهدًا في التعبير عن رفضكم للعدوان وعن وقوفكم الثابت مع قضية السودان العادلة.
​ولكل هذه المواقف النبيلة ولكل هذه المشاعر الصادقة نقول لكم من أعماق الفؤاد بلهجتنا العامية التي تنبع من القلب: "والله ما قصرتوا" و "كفيتوا ووفيتوا" و "يا رجال المروة". شكرًا لكم بحجم السماء والنجوم شكرًا لكم بعدد قطرات المطر. أنتم أهل الكرم والجود وأنتم إخوة لم تنجبهم الأمهات بل أنجبتهم المواقف الشريفة. نسأل الله أن يرفع عنكم وعن السودان كل بلاء وأن يحفظكم من كل شر وأن يديم عليكم عزكم ومجدكم  ربي يحفظكم ويسعدكم.

search