كيف وصل والي شمال دارفور إلى بورتسودان .. خطة أمنية أعمت جواسيس المليشيا

الأحد، 09 نوفمبر 2025 11:32 ص

والي دارفور

والي دارفور

في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد الأمني والعسكري في إقليم دارفور، وصل والي شمال دارفور حافظ بخيت إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، بعد رحلة برية طويلة وشاقة انطلقت من مدينة الفاشر في نهاية أكتوبر 2025، في ظل ظروف أمنية بالغة الخطورة نتيجة سيطرة قوات الدعم السريع على معظم الطرق المؤدية إلى المدينة.

مغادرة محفوفة بالمخاطر

ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد واجه الوالي وفريقه مخاطر أمنية كبيرة أثناء مغادرتهم الفاشر، إذ مرت القافلة عبر طرق فرعية وعرة لتفادي نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع. وتمكّن بخيت في نهاية المطاف من الوصول إلى أقصى شرق السودان، حيث استقبله أبناء ولاية شمال دارفور المقيمون في بورتسودان بحفاوة.

وأكد الوالي، عقب وصوله، التزامه بـ إعادة إعمار الولاية ومعالجة الأضرار التي خلفتها الحرب، مشددًا على أهمية الصمود والتكاتف الشعبي لمواجهة المرحلة القادمة.

طريق طويل وأوضاع إنسانية حرجة

وأشارت مصادر محلية إلى أن الوالي قطع مسافات طويلة عبر طرق برية صعبة التضاريس بين الفاشر وبورتسودان، وسط انعدام الأمن وتدهور الخدمات. ومن المقرر أن يباشر مهامه من موقعه الجديد، مركّزًا على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الفاشر وشمال دارفور، حيث تعاني المدن من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.

وتشير تقارير أممية ودولية إلى نزوح أكثر من 81 ألف شخص من مدينة الفاشر خلال الأسابيع الأخيرة، مع استمرار سيطرة قوات الدعم السريع على الطرق الحيوية بين الفاشر ومحلية طويلة. وتُعد هذه الأرقام مؤشرًا خطيرًا على تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم.

موقف الجيش السوداني

ورغم سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر 2025، لم يصدر الجيش السوداني أي بيان رسمي يوضح مصير قوات الفرقة السادسة مشاة التي كانت متمركزة داخل المدينة، في وقت يتجنب فيه الجيش عادة الكشف عن تفاصيل تحركاته العسكرية.

وفي المقابل، تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بـ“القصاص لشهداء الفاشر”، وذلك خلال زيارته للنازحين من المدينة في منطقة الدبة بالولاية الشمالية يوم السبت 8 نوفمبر 2025، مؤكدًا أن القوات المسلحة ماضية في “تحرير دارفور واستعادة الدولة”.

تحول ميداني في دارفور

وتُعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر تحولًا عسكريًا كبيرًا في إقليم دارفور، إذ باتت مناطق الإقليم الأربع الرئيسة تحت سيطرتها للمرة الأولى منذ استقلال السودان عام 1956. ويرى مراقبون أن هذا التطور يعمّق الانقسام الميداني والسياسي في البلاد، ويجعل من دارفور مركزًا حاسمًا في مستقبل الصراع السوداني.

search