الهلال الأحمر السوداني: رفضنا وجبات أمريكية مليئة بالحشرات ولا علاقة لنا بسياسة الإمارات

أكدت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السوداني، الأستاذة عائدة السيد عبد الله، أن الجمعية ملتزمة بالعمل الإنساني المستقل البعيد عن أي أجندات سياسية، مشددة على أن الشراكة التي تمت مع الهلال الأحمر الإماراتي كانت في إطار عمل واحد فقط، بعد اشتراط الجمعية شراء المواد الإنسانية من داخل السودان.

وقالت عبد الله، في مؤتمر صحفي عقدته الجمعية بمدينة بورتسودان، إن الهلال الأحمر السوداني رفض التعاون في حال كانت المساعدات واردة من الخارج، مشيرة إلى أن الجمعية لديها معلومات عن دعم لوجستي قد يُستغل بما يضر بمصلحة البلاد.

رفض إدخال وجبات ملوثة

وأوضحت الأمين العام أن الجمعية رفضت إدخال وجبات غذائية كانت مقدمة من منظمة أمريكية بالتعاون مع منظمة سودانية، بعد اكتشاف احتوائها على حشرات حية، مضيفة أن الجمعية استطاعت إقناع الجهات الحكومية المختصة بأسباب الرفض، مما أدى إلى وقف إدخال الوجبات.

تأكيد على استقلالية الموقف الإنساني

ونفت عبد الله وجود أي علاقة للجمعية بتوجهات سياسية تخص دولة الإمارات أو غيرها، لكنها أعربت عن أسفها لغياب التعاون من جانب الهلال الأحمر الإماراتي، قائلة إن الجمعية الإماراتية "لم تُبدِ أي مبادرة للتعاون أو حتى الجلوس معنا خلال الفترة الماضية".

تحديات الحرب والتمويل

وأقرت عبد الله بأن الحرب الدائرة في البلاد أثرت بشكل كبير على أداء الجمعية، لكنها أكدت استمرار الجهود الإنسانية في مختلف الولايات، مشيرة إلى أن الشراكات الخارجية والدعم المقدم من المانحين لا يغطي سوى خُمس الاحتياجات الفعلية، وفقاً لتقارير الجمعية.

وأضافت أن من أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني ارتفاع تكلفة الإغاثات القادمة من الخارج بما يعادل عشرة أضعاف مقارنة بالشراء من السوق المحلي، الأمر الذي دفع الجمعية إلى اعتماد نظام الحوالات المالية بالتنسيق مع بنك الخرطوم، ومعالجة مشكلة شح السيولة عبر تطبيق "بنكك".

تحذيرات من تفشي الأوبئة

وحذرت الأمين العام من تفشي حمى الكوليرا والضنك في عدد من المناطق، موضحة أن هذه الأوبئة تمثل خطراً مضاعفاً مع حركة النزوح من مناطق الصراع إلى المناطق الآمنة. وأكدت أن الجمعية ستسخر كافة إمكانياتها وشراكاتها مع برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الأممية لمكافحة الأوبئة ونواقل الأمراض وتوفير الغذاء.

تضحيات المتطوعين ودعوة للتعاون الدولي

ونعت عبد الله 31 متطوعاً فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني منذ بداية الحرب، مشيدة بتضحياتهم الكبيرة. وقالت إن الجمعية ستواصل تقديم خدماتها في جميع ولايات السودان رغم التحديات والاستهداف الممنهج الذي يتعرض له السودان، مضيفة أن "ما حدث من جرائم مروعة في السودان لم يشهده التاريخ الحديث".

وفي ختام المؤتمر، دعت الأمين العام إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم العمل الإنساني في السودان، مؤكدة أن البلاد تمر بمرحلة حرجة تتطلب تكاتف الجهود المحلية والإقليمية والدولية لضمان استمرار الخدمات الإنسانية.