"أون سودان" تحاور محمد خالد: أنا الأول والأخطر واتصال هاتفي سبب شهرتي

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 10:02 ص

محمد خالد

محمد خالد

المذيع محمد خالد: أنا الأول والأخطر على مستوى مذيعي المنصّات

محمد خالد… من الكدرو إلى منصّات السودان: حكاية صعود خارج الصندوق

من المسرح إلى البازارات… كيف صنع محمد خالد بصمته الخاصة؟

في عالمٍ رقمي تتسارع فيه المنصّات ويزدحم بالمقدّمين وصنّاع المحتوى، يبرز اسم محمد خالد كأحد أبرز الوجوه التي استطاعت أن تشقّ طريقها خارج المعتاد، وتبني لنفسها مدرسة خاصة في التقديم والتأثير. تجربة استثنائية تجمع بين الحضور المسرحي، والقدرة على مخاطبة الجمهور مباشرة، ورؤية واعية في صناعة المحتوى وتنظيم الفعاليات. في هذا الحوار يكشف محمد خالد عن بداياته، أسرار صعوده، تقييمه لسوق المذيعين، ونجاحاته في عالم البازارات.

حوار: إجلال إسماعيل

في البداية… من هو محمد خالد للمشاهدين ومتابعي المنصّات؟

أنا محمد خالد، من مواليد بحري شمال – منطقة الكدرو. خريج كلية الإعلام بجامعة المشرق، قسم إذاعة وتلفزيون، وحاصل على ماجستير في الإعلام الرقمي من جامعة الزعيم الأزهري. قدّمت خلال السنوات الماضية محتوى متنوعًا عبر المنصّات، وحرصت على أن تكون لي بصمة واضحة تميّزني عن غيري.

ما أبرز الأعمال أو الحلقات التي تعتبرها علامة فارقة في مسيرتك؟ ولماذا؟

من أبرز محطاتي حلقة قدّمتها في برنامج "صباح الشمال" على قناة الشمالية. تلقّيت خلالها اتصالًا هاتفيًا باللهجة النوبية، فوجدت نفسي في لحظة مفاجأة حقيقية. تفاعلت مع الموقف بعفوية، وكانت تلك الحلقة سببًا في انتشار واسع لأسلوبي وظهوري بصورة أكبر لدى الجمهور.

ما الذي يميز أسلوبك في التقديم؟ وما الرسالة الأساسية التي ترغب في إيصالها؟

أؤمن أن النجاح يبدأ من الخروج من الصندوق. تعلّمت من أساتذة سبقوني في المجال، ثم صنعت لوني الخاص وبصمتي التي يعرفها الناس اليوم. بصفتي مذيع منصّة، أثق بأن اجتهادي هو ما جعلني من الأسماء المؤثرة، بل وأستطيع القول إنني "الأول والأخطر" على مستوى مذيعي المنصّات.

رسالتي تتمثل في إيصال محتوى ثقافي وفني وتراثي يعزز الهوية السودانية. المسرح بالنسبة لي وسيلة قوية للوصول السريع للجمهور الحي، وإذا لم يكن المذيع يحمل رسالة حقيقية فلن يتقدّم مهما طال وقوفه على المنصّة.

كيف تقيّم واقع أسعار تقديم المحتوى عبر المنصّات؟

لا أقيم الأسعار بقدر ما أقيم نفسي. عندما تعرف قيمتك سيعرفها الجمهور والجهات التي تتعامل معك. بعض المذيعين أسعارهم عالية والبعض في المتناول، وهذا يعتمد على الأداء والمحتوى والثقافة. القاعدة عندي: لا تكن سلعة عليها الطلب… كن قيمة تُبحث عنك.

برأيك… ما العوامل التي تجعل أسعار بعض المذيعين مرتفعة؟

الأدوات والإمكانيات. المذيع الذي يعرف ما يريد ويجتهد لتطوير نفسه يجد أن قيمته تختلف تلقائيًا. وهناك من يرى أن السعر البسيط هو الأنسب لإمكانياته، وهذا طبيعي في أي سوق.

هل الجمهور قادر على التمييز بين السعر الحقيقي والقيمة الفعلية للمحتوى؟

بالتأكيد. لا أحد يأتي بمذيع من فراغ. الجمهور وأصحاب الفعاليات يدركون جيدًا ما الذي يريده كل طرف وما هي القيمة التي يدفع مقابلها. قد يكون المذيع متمكنًا وسعره مرتفعًا، لكن الفعالية تحتاجه فيتم اختياره… والعكس صحيح.

إلى أي مدى تسهم المنافسة غير المنضبطة بين المذيعين في تشويه تسعيرة السوق؟

المنافسة كبيرة وقد واجهت ذلك بنفسي. أحيانًا يتواصل بعض الزملاء مع نفس الجهات التي يُفترض أن أعمل معها، ويقدّمون أسعارًا أقل. هذا من حقهم في السوق، لكن اختلافي معهم في المبدأ: قيّم نفسك أولًا. إذا كنت تدخل لتقليل سعر غيرك فستظل صغيرًا في النهاية.

ما نصيحتك للمذيع الشاب الذي يدخل المجال ويريد تحديد سعر عادل؟

أن يعمل على نفسه ويثقل أدواته. نحن شعب انطباعي، ومن اللحظة الأولى يجب أن يظهر المذيع بصورة قوية. من يبدو كبيرًا… يصبح كبيرًا.

كيف بدأت فكرة دخولك مجال البازارات مع محدودية الإمكانيات؟

البازارات فكرة بسيطة ولا تحتاج لإمكانيات ضخمة. كنت أقدّم العديد من المنصّات وأراقب نجاح البعض وإخفاق آخرين. باعتباري مذيع منصة، جاءتني الفكرة بأن أصنع تيم تنظيم خاص بي "MK"، ومن خلاله ندعم المشاريع الصغيرة بالإعلان والتسويق. نظّمت 27 بازارًا داخل السودان واثنين خارجه، وأنا الآن أعمل على البازار رقم 30 ببحري.

ما الأدوات أو العلاقات التي تساعد المذيع في تنظيم بازار دون تكلفة عالية؟

العلاقات المهنية وشخصية المذيع نفسه. عندما تبني اسمًا قويًا وتصل إلى المجتمع، تصبح الإجراءات أسهل والدعم أوضح. الثقة هي رأس المال الحقيقي.

هل تعتمد في البازارات على الرعاة أم على شبكة أصحاب المشاريع؟

اعتمادي الأكبر على أصحاب المشاريع الصغيرة، فهم رأس المال الأساسي. الزبون الذي يشارك معي في كل الفعاليات أهم من أي راعٍ عابر. حرصي دائمًا أن أوفّر له كل احتياجاته، ولذلك لا يغادر أحد شارك معي… بل يعود في كل بازار.

ما المعايير الأساسية لإنجاح أي بازار؟

الالتزام بالوقت، الوضوح في الاتفاقات، التخطيط المشترك بين جميع المشاركين، وتقديم فكرة مختلفة في كل نسخة. النجاح يأتي من التعاون والتفاصيل الدقيقة.

كيف توازن بين عملك كمذيع وتنظيم فعاليات اقتصادية واجتماعية؟

أعتبر المجالين مترابطين. أعتمد على جدول واضح يحدد أوقات عملي في المنصّات وأوقات البازارات، وبذلك أحقق التوازن المطلوب.

كلمة أخيرة

شكري وتقديري لـ"أون سودان" على استضافتها واهتمامها بتسليط الضوء على مذيعي المنصّات وإبراز دورهم في مجتمع اليوم.

search