أشواق سيف الدين تلعن المتمردين: المرأة السودانية تواجه الجوع والبرد والخوف

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 03:50 م

أشواق سيف الدين

أشواق سيف الدين

في قلب الخراب الذي خلّفته الحرب، تقف المرأة السودانية شاهدةً على واحدة من أقسى المآسي الإنسانية، إذ تحملت أعباء النزوح والانهيار الاجتماعي والاقتصادي، ودُفعت إلى الصفوف الأمامية لحماية الأطفال وكبار السن في ظروف تفوق قدرة البشر. فقد فقدت آلاف النساء بيوتهن ومجتمعاتهن ومصادر رزقهن، ومع ذلك تحولت الملايين منهن إلى سندٍ لأسرهن ومحور للحياة في المخيمات ومناطق اللجوء.

لم تكن المرأة السودانية مجرد ضحية للحرب، بل أصبحت روح البقاء فيها؛ تقاوم الجوع والبرد والخوف، وتواجه انقطاع التعليم والرعاية الصحية وانهيار شبكات الدعم الاجتماعي. وبين هذا كله، حملت النساء أوزار أيام ثقيلة وقصصًا موجعة لم تجد طريقها إلى السرد حتى الآن.

لقد وثّق التاريخ ـــ بدم النساء ومعاناتهن ـــ حجم الانتهاكات الوحشية التي تعرّضت لها النساء والفتيات في السودان، وهي جرائم تهزّ الضمير الإنساني، وتبقى وصمة في جبين كل من اقترفها أو صمت عنها. ونحن كنساء، نحمل مرتكبي تلك الانتهاكات المسؤولية الكاملة عن الألم الذي لم يندمل، وعن القصص التي لم تُرو بعد.

وفي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تتحول معاناة النساء السودانيات إلى شهادة على قوة الإرادة، وإلى نداء عاجل لحماية حقوقهن وتمكينهن ومنحهن المساحة ليكن جزءاً أساسياً من إعادة بناء ما دمرته الحرب.

فالسلام الحقيقي لا يتحقق إلا بصوت النساء، وبضمان كرامتهن وأمانهن، وبإعادة الاعتبار للناجيات اللائي لا تزال قصصهن محفورة في الذاكرة… ولا تزال مأساتهن تنزف في صمت.

search