د. عصام الدين بدري يكتب.. التدخل الأمريكي (1)
الإثنين، 08 ديسمبر 2025 12:15 ص
د عصام الدين بدري
هذه الحرب أظهرت لنا الدور الإعلامي الكبير في الصراعات و تأثيره النفسي، خاصة وأن الشعب السوداني شعب عاطفي يتأثر سلبا و إيجابا بالأخبار وما تنقله الميديا.
المهم في الأمر، أن الجيش السوداني متقدم و ممسك بزمام المبادرة و قادر في النهاية على دحر المليشيا و من داعميها لأنه صاحب قضية يسنده في ذلك الدعم الشعبي و إرادة الشعوب لا تقهر.
ولكن المعروف في الحروب و الصراعات أنها تحتاج العمل السياسي و الدبلوماسي الذي يدعمها كما أن التجارب علمتنا ان الحليف الاستراتيجي ضرورة حتمية عند الدخول في حرب.
مع كل ذلك تبقى المبادرات واحدة من سبل تحقيق الأهداف و ميدان من ميادين الصراع.. السياسة الأمريكية تجاه الحرب في السودان وضحت منذ اندلاع الحرب في أبريل ٢٠٢٣ فكانت استراتيجية أمريكا هي التغافل و عدم التدخل لذلك لم تسعى واشنطن للعب اي دور او القيام باي عمل أو مبادرة او فعل حقيقي لوقف الحرب و كان الصوت العالي هو " أن اكتفوا بالمراقبة و اتركوا الفرصة للحرب و الصراع ربما يتشكل خلالها أو بعدها موقف يخدم مصالح أمريكا في المنطقة فإذا ظهر خلاف ذلك يصبح التدخل الأمريكي أمرا حتميا".
من السذاجة أن يقنعنا السيد ترامب بأنه غير مهتم بما يجري في السودان و لا يعرف حجم الماساة التي يعاني منها شعب السودان و هو الذي يتلقى التقارير الدورية عن الشرق الأوسط و بؤر الصراع في العالم و يراقب مواقف الدول العظمى تجاهها خاصة الصين و روسيا و دول أخرى تركيا و إيران هذه الدول التي يعتبرها التقرير الاستراتيجي الأمريكي مصادر تهديد و تنافس للأمن و الاقتصاد الأمريكي.
كنت قد كتبت سابقا بأن الحرب في السودان ستتوقف و تنتهي لكن الصراع حول موارده الطبيعية و امتيازات الموقع و الأهمية الجيوسياسية لن ينتهي و سيتقلب بين الترغيب و الترهيب و العصا و الجذرة و قد اشرت إلى أن هذه البلاد مكتوب لها الا تكون مجرد دولة فإما أن تكون دولة عظمى رائدة او دولة فاشلة مفرطة تتنازعها الأمم غارقة في النزاعات و الصراعات.
من أكبر التحديات التي تواجه أمريكا و الدول الغربية ارتفاع وعي الشعوب الذي تشكل و حمل رسالة قوية للأنظمة الغربية فحواها اننا هنا نراقب صمتكم عما يجري في بلادنا و قادرون على فضحكم.
العالم كله رأى ما ارتكبته مليشيا الجنجويد من جرائم في السودان العالم كله شاهد السلاح الأمريكي و الغربي بأيدي الجنجويد و كله يعلم أن الإمارات العربية المتحدة هي الداعم الأول للمليشيا.
الوعي الشعبي مثل درعا و حاميا استراتيجيا وضع الإمارات العربية المتحدة و أمريكا موضع الاتهام و حرك الشعوب و الحركات و الجماعات الحرة ضد حكوماتها فكتبت المقابلات و امتلات الميديا بأخبار السودان.
الحكومه الأمريكية أصبحت مطالبة من شعبها و جماعات الضغط بتبرير وصول السلاح الأمريكي لايدي المليشيا و هذا الأمر بلا شك يعجل بالتدخل الأمريكي لإيجاد حل يحفظ ماء الوجه.
والآن السؤال هو هل ستنقلنا أمريكا من عصا الإمارات إلى جزرة السعودية؟ما ستقوم به أمريكا سيكون في إطار سياستها في الإقليم، مع مراعاة عوامل عدة تحكم مصالحها فابلإضافة إلى التنافس الدولي في المنطقة هناك التنافس غير المعلن بين الإمارات و السعودية حول النفوذ السياسي والاقتصادي والتطلع للقيام بأدوار إقليمية في المنطقة بعد تراجع الدور المصري.
كذلك هناك الصراع الإثيوبي الإريتري الذي يشير إلى نشوب حرب قريبة ستنعكس على أمن البحر الأحمر، في ظل سعي إثيوبيا الدؤوب للحصول على منفذ بحري.
المؤكد أن هناك أصواتًا مرتفعة وربما قناعات بدت تتشكل لدى الأمريكان بضرورة استبعاد الإمارات من المشهد رغم جهودها الكبيرة لتقديم خدماتها و إثبات نجاحها في الملف السوداني، وهذا الفشل الإماراتي يقابله تدخل سعودي في الوقت المناسب ربما حمل الحل والخلاص حتى للرئيس الأمريكي نفسه وإدارته التي تواجه نقدًا حادًا بسبب الابادة العرقية في السودان والتي تتم بسلاح إماراتي وأمريكي في تحدٍ صارخ للقوانين الدولية و الأمريكية.
الأمر الذي يفسر حماسة واستعداده للتدخل الفوري في الأزمة.
أعتقد أن نجاح المبادرة يتطلب استبعاد أي دور للمليشيا و الإمارات بعد الحرب و هو البند الأساسي الذي لن يقبل الشعب السوداني بغيره.. نواصل
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
بمبادرة نساء الكدرو.. تكريم الفنان النور الجيلاني بحضور وزير الثقافة والإعلام
07 ديسمبر 2025 02:34 م
عودة برنامج "أغاني وأغاني" تغضب السودانيين و"أم وضاح" تفتح النار: دماء الشهداء لم تبرد
06 ديسمبر 2025 07:25 م
"كل مستلزماتكم معانا".. نجوم الفن يشاركون أفراح عصام افتتاح براندها الجديد بالقاهرة
06 ديسمبر 2025 02:09 م
زواج الفنانة ريماز ميرغني وسط حضور لافت لنجوم الفن السوداني
05 ديسمبر 2025 02:50 م
إيمان الشريف تشعل جدة بحفل جماهيري ضخم مساء الجمعة
04 ديسمبر 2025 05:04 م
الأكثر قراءة
-
شجاعة القائد .. قصة تعطل طائرة البرهان وكيف أكمل السير بخطى ثابتة حتى "هيا"
-
خبراء يؤكدون: جلوس البرهان مع المليشيا للتفاوض مستحيل
-
إريتريا تنسحب من الإيغاد وتتفق مع السودان في عدم جدية المنظمة في حل المشكلات الإفريقية
-
لجان القضارف ترفض قرار إغلاق المقاهي وتطالب بإلغائه
-
المدير العام لجهاز المخابرات العامة يعقد اجتماعا مع لجنة أمن ولاية شمال كردفان
أكثر الكلمات انتشاراً