تعتيم إعلامي يرافق زيارة البرهان إلى السعودية وسط تحركات دبلوماسية داعمة للشرعية السودانية

في ظل تعتيم إعلامي لافت، أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، في توقيت بالغ الحساسية تشهده البلاد على المستويين العسكري والدبلوماسي، بالتزامن مع التقدم الميداني الذي تحققه القوات المسلحة السودانية في عدة محاور.

وبحسب مصادر مطلعة، تأتي الزيارة في إطار تنسيق سياسي وأمني رفيع المستوى بين الخرطوم والرياض، يركز على دعم مؤسسات الدولة السودانية الشرعية، وتعزيز الاستقرار الإقليمي وأمن البحر الأحمر، ومناقشة مستجدات الأوضاع في السودان.

ورجّحت المصادر أن يكون ضعف التغطية الإعلامية المصاحبة للزيارة مقصودًا، نظرًا لحساسية الملفات المطروحة، والتي تشمل الأدوار الإقليمية في الأزمة السودانية، وسبل وقف الدعم الخارجي للمليشيات المتمردة، إضافة إلى ترتيبات المرحلة السياسية المقبلة.

وفي هذا السياق، وصل البرهان إلى مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، حيث كان في استقباله الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض، في مراسم استقبال رسمية تعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتأتي الزيارة في إطار تعزيز التعاون المشترك بين السودان والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، في وقت تُعد فيه الرياض من أبرز الدول الداعمة لوحدة السودان واستقراره، إذ ظلت تؤكد في مواقفها الرسمية رفضها لتفكيك مؤسسات الدولة أو شرعنة المليشيات المسلحة.

ويرى مراقبون أن زيارة البرهان تعكس تنامي الحضور الإقليمي للسودان واعترافًا بشرعية مؤسساته الوطنية، خاصة في ظل التطورات الميدانية الأخيرة، ما أسهم في تعزيز الموقف السياسي للسودان خارجيًا.

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقت تواجه فيه القوات المسلحة السودانية حملات إعلامية ممنهجة تستهدف دورها الوطني، الأمر الذي يجعل من التحرك الدبلوماسي المدروس أحد أدوات الدولة للدفاع عن سيادتها وتعزيز موقفها السياسي.