وثائق الفتنة في زمن الحرب: خلط أوراق وطعن في ظهر الوطن

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 03:40 م

قوى سودانية توقع علىإعلان مبادئ

قوى سودانية توقع علىإعلان مبادئ

تقرير: مجدي العجب

في توقيتٍ لا يخلو من الريبة، خرجت مجموعة من القوى السياسية والمدنية تحت لافتة «مناهضة الحرب» بوثيقتين تحاولان إعادة تدوير خطاب قديم فشل في قراءة الواقع، وتجاوز تضحيات الجيش والشعب في معركة الكرامة الوطنية، فبينما يخوض السودان حرب بقاء ضد مليشيا متمردة استباحت الأرض والعِرض، تسعى هذه القوى إلى خلط الأوراق، ومساواة الدولة بمؤسساتها الشرعية بمن فجّروا الحرب وأشعلوا نيران الفوضى.

إن ما سُمّي بـ«إعلان المبادئ» و«مذكرة التصنيف» لا يعدو كونهما محاولة سياسية مكشوفة للانقضاض على إرادة السودانيين، وفتح نافذة لعودة الوصاية الخارجية، وضرب تماسك الجبهة الداخلية في أخطر لحظة تمر بها البلاد، في وقتٍ يحتاج فيه الوطن إلى الاصطفاف خلف جيشه وحكومته، لا الطعن في الظهر تحت شعارات براقة وشعارات سلام زائفة.

محاولة ضرب تماسك الدولة

يرى الصحفي عبدالعظيم صالح أن ما تطرحه هذه القوى تحت شعار «مناهضة الحرب» لا يعدو كونه غطاءً سياسيًا لمحاولة ضرب تماسك الدولة في لحظة وجودية فارقة.

ويؤكد صالح، في حديث لـ«سودان On»، أن الوثيقتين تعكسان انفصالًا كاملًا عن واقع الميدان، وتتجاهلان عمدًا أن الحرب فُرضت على السودان بتمرد مسلح، لا بخيارات الدولة. ويضيف صالح أن أخطر ما في هذا الخطاب هو مساواته بين الجيش الوطني، الذي يدافع عن وحدة البلاد، وأطراف الفوضى، بما يفتح الباب لإعادة إنتاج الوصاية الخارجية وتمرير أجندات فشلت سابقًا.

ويختم بالقول إن المعركة اليوم ليست حول الشعارات، بل حول بقاء الدولة، وأي خطاب يربك هذه الحقيقة يصب مباشرة في مصلحة أعداء السودان.

شعارات براقة

ويذهب دكتور حسن الشايب إلى أن ما تطرحه هذه القوى ليس مشروع سلام، بل محاولة خطيرة لإعادة تعريف الصراع بما يخدم إرباك الدولة وتقويض شرعيتها.

وأضاف في تصريح لـ«سودان On»، أن الوثيقتين تعكسان نزعة انتهازية تستثمر في معاناة الشعب لتسويق خطاب يساوي بين المؤسسة العسكرية الوطنية وبين التمرد المسلح، وهو منطق مرفوض أخلاقيًا وسياسيًا.

ويرى الشايب أن هذا الطرح يفتح ثغرات للتدخل الخارجي ويضرب وحدة الجبهة الداخلية، مشددًا على أن السلام الحقيقي يبدأ بهزيمة التمرد، لا بتبييضه تحت شعارات براقة.

search