نظرة للمستقبل.. د. عصام الدين بدري يكتب: نبقى حزمة كفانا المهازل
الأربعاء، 25 يونيو 2025 11:08 م

د. عصام الدين بدري
في الفؤاد ترعاه العناية، بين ضلوعي الوطن العزيز... هكذا كتب الشاعر الوطني الكبير مصطفى التني، وشدى الكروان بادي محمد الطيب بكلمات تفيض حبًّا وعشقًا للوطن.
ما أحوجنا اليوم إلى أن نتمثّل هذه الكلمات والمعاني، ونجعلها غايةً تتعلّق بها الأرواح، وتسمو لها النفوس والعقول... ما أعظم الهيام في حب الوطن!
السودان، الذي يسع الجميع، بأرضه ونيله وزرعه وأهله... نحبه ضاحكًا، ونعشقه باكيًا، وندسّه في صميم الفؤاد، فعلًا قبل القول.
نحن للقومية النبيلة، لا نطلب عصبية القبيلة، التي تربي فينا ضغائن وبيلة، وتزيد من مصائب الوطن العزيز.
نحب سوداننا شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا ووسطًا. فكل أجزائه لنا وطن، وكل سكانه لنا أهل وعشيرة.
ليس منا من دعا إلى قبيلة أو جهة، فهوانا سوداني، وعشقنا سوداني، وعدونا من يحدّث نفسه بالنَّيل من سوداننا الحبيب.
عدونا من يسعى لتفريقنا، ويربي الضغائن، ويغذي الخلاف. عدونا هو المتمرد الذي سعى في الأرض فسادًا ودمارًا.
فنحن في الشدة بأسٌ يتجلى، والويل لمن مدّ يده بالشرّ لأرضنا ووطننا.
التمرد عندنا لا قبيلة له ولا دين.
وطنًا الذي باسمك كتبنا وارتبطنا... نحبك حضنًا يسع الجميع، وبوتقة ينصهر فيها التنوع الجميل.
حبك راسخ فينا، وقد ظهر للدنيا والعالم عندما مسّك الضيم، وتكالب عليك الأعداء والمتآمرون. فتداعينا من كل مكان، من كل جنس ولون.
فكانت القوات المسلحة، وكانت القوات المشتركة، وكان الدرع، والبراءون، والمستنفرون...
تختلف الانتماءات والولاءات، اللهجات والتراث، ولكن الهدف واحد: وحدة ورفعة السودان، وطرد المعتدي، وتأسيس الدولة السودانية القائمة على المواطنة والانتماء، والعدل والمساواة.
نعم، عبثت بنا الخلافات، وفرّقتنا المؤامرات، وتفاعلت علينا السياسة والتاريخ والجغرافيا... ولكن اليوم توحدتنا المحن، وحدة وطنية وتلاقيًا كبيرًا جعل الدعم السريع ومن يسانده معزولًا اجتماعيًا.
حتى إن كثيرًا من أبناء حواضن التمرد قد انضم إلى صف الوطن، وقاتل مع أبنائه، ومنهم من استُشهد أو أُصيب في معركة الكرامة.
فلا قبيلة للتمرد، ولا انتماء، ولا دين، وهذه حقيقة، لا شعار من الشعارات البراقة الكاذبة.
مواقف كثيرة وأحداث في حرب الكرامة، جعلتنا أكثر إيمانًا بأن الوحدة الوطنية هي قدر هذا الشعب السوداني، ولا سبيل للتفرّق والشتات.
لا مكان للمخذّلين والعملاء، ولا لمن يعزفون على مزامير العنصرية والقبلية، وينشرون الكراهية وسط الشعب.
مواقف تحكي عظمة السودان وشعبه... لحظات التلاقي، تلاقي الجيوش، لحظات استقبال المواطنين لجيشهم، وفرح اللقاء، وزغاريد الحرائر...
مواقف الصمود؛ صمود المواقع والمعسكرات والمدن... تضحيات النساء والشباب والشيوخ... مواقف البطولة والفداء التي لا تُحصى.
قولوا لمن ينتظر تفرقنا وسقوطنا: إننا قد حسمنا أمرنا، واخترنا الوحدة الوطنية فعلًا وقولًا، والتفافًا حول جيشنا ثقةً وإيمانًا، ويمّمنا صوب المعالي.
قولوا لهم: لقد فاتكم القطار، خاب مسعاكم، وخسئتم، وانحدرتم إلى مزالق الخزي والعار.
ختامًا:
كما قاتلنا في ميدان معركة الكرامة متحدين، متعاونين، دون النظر إلى قبيلة أو دين أو منطقة، فإن معركةً أخرى أكبر تنتظرنا، هي معركة الوعي والإعلام، ضد الجهل والظلام، ودعاة الفرقة والشتات.
وهي معركة أشد وأقوى، وعلينا أن نقاتل فيها جميعًا، على اختلافنا وتنوعنا، والله الموفّق.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
أضرار سوء استخدام المضادات الحيوية.. تعرف عليها
29 مارس 2025 02:34 م
ترامب يقدم عرضا مغريا للصين مقابل بيع تيك توك
29 مارس 2025 02:23 م
نقع الأطعمة.. خطوة بسيطة تعزز الفوائد الغذائية والهضم
21 مارس 2025 11:32 م
كيف يؤثر الجفاف على الكلى؟.. دراسة توضح
17 مارس 2025 01:53 م
أضرار الإفراط في تناول السكريات خلال شهر رمضان الكريم
10 مارس 2025 02:33 م
الأكثر قراءة
-
بعد توقف لعامين استنئاف العمل بالحظيرة الجمركية بولاية الجزيرة
-
خلال مؤتمر تمويل التنمية بإشبيلية- البرهان: أزمة السودان برهنت بأن النظام المالي العالمي يحتاج لإصلاح جذري
-
القضارف تمهل منتجي النفايات الطبية أسبوعين للالتزام بفرز النفايات الطبية
-
عضو السيادي تطمئن على مجمل الأوضاع بولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار
-
وزارة المالية تعلن إكتمال ربط وزارة التعليم العالي بنظام ايصالي
أكثر الكلمات انتشاراً