اتفاق جوبا.. تحديات الحرب وفرص السلام
الخميس، 02 أكتوبر 2025 05:08 م

حوار: آيات فضل – بورتسودان
حوار: آيات فضل – بورتسودانبورتسودان
بعد مرور سنوات على توقيع اتفاق جوبا للسلام، وما بين مؤيد يرى فيه اتفاقاً ما زال صالحاً للحياة، وآخرين يعتبرونه وثيقة مهددة بالانهيار، تظل الأسئلة المطروحة عديدة: إلى أي مدى ما زال الاتفاق قائماً؟ أين أخطأت النخب السياسية؟ وكيف يمكن إعادة بناء الثقة بين المكونات السودانية في ظل الحرب وما أفرزته من خطاب كراهية ونزوح واسع؟
للإجابة على هذه التساؤلات، أجرينا حواراً مع رئيس مفوضية السلام، سليمان الدبيلو:
■ بعد مرور سنوات على توقيع اتفاق جوبا، هل ما زال الاتفاق قابلاً للحياة؟
الاتفاق ما زال قائماً ومشهوداً له دولياً، وهو اتفاق محوري ساعد في معالجة العديد من الإشكالات مع الحركات المسلحة التي أصبحت اليوم جزءاً من الحكومة. صحيح أن الحرب عطّلت كثيراً من بنوده، لكننا نعمل على تنفيذ ما يمكن تنفيذه إلى حين توقف القتال، على أن نستكمل بقية البنود لاحقاً.
■ ما أبرز العقبات التي واجهت المفوضية في تنفيذ الاتفاق؟
العقبة الكبرى كانت غياب الدعم الدولي. عندما وُقِّع الاتفاق كانت هناك وعود من دول إقليمية ودولية، بما فيها الولايات المتحدة، بتقديم الدعم المالي والفني، لكن للأسف لم يصل أي دعم خارجي. رغم ذلك وبالإمكانيات الذاتية استطعنا تنفيذ بعض البنود المهمة.
■ هل وجدت نفسك بين مطرقة مطالب الحركات وسندان الحكومة؟
ليس الأمر كذلك. بعد التوقيع تشكّلت حكومة مشتركة من المكون المدني والعسكري وأطراف السلام، وبالتالي لم تكن القضية صراع مطالب، بل صعوبات واجهت الدولة في الالتزام ببنود الاتفاق بسبب محدودية الموارد.
■ ما أصعب المواقف خلال التفاوض؟
من أصعب اللحظات غياب بعض الأطراف عن جلسات التفاوض في لحظة حساسة، حيث كانوا خارج البلاد ولم يشاركوا، ما أثار مخاوفنا من انهيار العملية، لكنهم حضروا لاحقاً ووقّعوا. كذلك كنا نأمل في اتفاق مع عبد العزيز الحلو، إلا أن وفده جاء دون جدية كافية، بينما رفض عبد الواحد محمد نور المشاركة من الأساس.
■ هل ما زال الحديث عن السلام واقعياً في ظل الحرب الحالية؟
السلام ليس شعاراً سياسياً، بل التزام قانوني على الحكومة تجاه اتفاق جوبا. صحيح أن الحرب تعقّد الأوضاع، لكننا نأمل أن تسهم الجهود المبذولة في إنهاء القتال ليتجه السودان نحو الأمن والاستقرار.
■ كيف يمكن إعادة بناء الثقة بين المكونات السودانية بعد الحرب؟
الحرب أفرزت خطاب كراهية وصوراً عنصرية خطيرة هزت النسيج الاجتماعي. المطلوب الآن إطلاق ورش حوار وتهيئة مناخ سلمي لنزع فتيل الكراهية وإعادة بناء الثقة، بمشاركة شركاء من الداخل والخارج. وعندما تضع الحرب أوزارها سيحتاج السودان إلى جهود أكبر لرتق النسيج الاجتماعي وإزالة الآثار السلبية.
■ أين أخطأت النخب السياسية في ملف السلام؟
النخب ارتكبت أخطاء كبيرة منذ بداية الثورة. كان يفترض تشكيل حكومة تكنوقراط تقود مرحلة انتقالية تمهيداً للتحول الديمقراطي، لكن ما حدث هو حكومة هجين بين المدنيين والعسكريين وقوى الحرية والتغيير، فدخلت البلاد في فوضى وصراعات سياسية واحتجاجات يومية. كان الهم الأساسي للقوى السياسية هو السلطة، بينما كان الشعب ينتظر إصلاحات حقيقية.
■ كيف كانت علاقة المفوضية بمؤسسات الحكم الانتقالي؟
العلاقة كانت جيدة سواء مع مجلس السيادة، وهو الجهة التي تتبع لها المفوضية، أو مع مجلس الوزراء والجهاز التنفيذي عموماً.
■ هل كانت المفوضية تملك صلاحيات وموارد كافية؟
المفوضية جسم مستقل ويعمل بحرية نسبية، لكن المشكلة أن المجتمع الدولي لم يقدّم الدعم المطلوب، ما أجبرنا على الاعتماد على إمكانيات الحكومة المحدودة لتمويل أنشطتنا.
■ كثير من النازحين فقدوا الثقة في وعود السلام، ماذا تقول لهم؟
هناك فئتان:
نازحو حرب دارفور الأولى، الذين ما زالوا في الشتات بدول الجوار، ويحتاجون إلى ترتيبات قانونية واتفاقيات ثلاثية بين السودان والدول المضيفة والأمم المتحدة، إضافة إلى تمويل كبير لضمان عودتهم الطوعية.
نازحو الحرب الحالية مع قوات الدعم السريع، وهم بالآلاف داخل البلاد وخارجها، ويحتاجون إلى دعم دولي واسع وضمانات أمنية لعودتهم واستقرارهم.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
تكريم من مصر لسفيرة الفن والسلام المهندسة نوفا حسين حاج مكي
22 سبتمبر 2025 01:59 م
الفن في مواجهة الدمار.. مبادرة لإعادة الحياة لمواقع متضررة من الحرب بالخرطوم
17 سبتمبر 2025 12:49 م
الأكثر قراءة
-
وزيرة الصناعة تشيد بدور منظومة الصناعات الدفاعية في دعم الاقتصاد الوطني
-
"البرهان" يؤكد دعمه لبرامج المجلس الأعلى للسلم الاجتماعي
-
السودان يحرز فضية التجديف في تونس ووزير الرياضة يشيد بجهود الاتحادات
-
قرارات جديدة من اللجنة الاقتصادية لتعزيز حماية الاقتصاد الوطني وتنظيم تجارة الذهب
-
جمال عنقرة.. الأمير الجاسوس!!
أكثر الكلمات انتشاراً