الدولار يتجاوز 3700 جنيه في السوق الموازي

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 01:01 م

الدولار

الدولار

سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية في السودان اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، تراجعًا حادًا للجنيه السوداني، وسط تذبذب غير مسبوق في السوق الموازي، حيث تخطى الدولار الأميركي أعلى مستوياته التاريخية، مسجلًا نحو 3700 جنيه سوداني في بعض المدن، مقارنةً بـ560 جنيهًا فقط قبيل اندلاع الحرب في أبريل 2023.

ويأتي هذا الانهيار المتجدد بعد فترة قصيرة من الاستقرار النسبي، ليعكس حجم الضغوط الاقتصادية والنقدية التي تواجهها البلاد مع دخول الحرب عامها الثالث.

تفاوت واسع في الأسعار بين المدن

ووفق جولة ميدانية أجراها موقع "أخبار السودان"، فقد تراوحت أسعار بيع الدولار في السوق الموازي بين 3550 و3700 جنيهًا، بينما بلغ سعر الشراء ما بين 3500 و3660 جنيهًا، بفارق يصل إلى 200 جنيه، ما يعكس حالة اضطراب واضحة في آليات العرض والطلب، وتفاوتًا في حجم السيولة بين المناطق المتأثرة بالنزاع.

السوق الرسمي عاجز عن المواكبة

وفي السوق المصرفي الرسمي، ارتفعت أسعار صرف الدولار في بعض البنوك لتقترب من 2600 جنيه، في محاولة لتقليص الفجوة مع السوق الموازي، والتي تجاوزت 1100 جنيه في بعض المناطق. وتواجه البنوك أزمة في تلبية الطلب على النقد الأجنبي، في ظل توقف التحويلات وتراجع الصادرات، إضافةً إلى ضغوط على الاحتياطات الأجنبية التي باتت شبه منعدمة.

مؤشرات انهيار اقتصادي شامل

وبحسب تقارير اقتصادية، فإن الجنيه السوداني يمر بحالة "انهيار نقدي شامل"، مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد من 56.3 مليار دولار في 2022 إلى 32.4 مليار دولار بنهاية 2025، بنسبة تراجع بلغت 42%.

ويُحذّر خبراء من أن الدولار قد يتجاوز 5000 جنيه خلال العام المقبل إذا استمرت الحرب دون تسوية سياسية شاملة، مشيرين إلى أن الاقتصاد السوداني يقف اليوم على شفا انهيار كامل، في ظل غياب السياسات الفعّالة وافتقاد الإرادة السياسية للإصلاح.

مستقبل غامض وتحذيرات متصاعدة

في ظل هذه الأوضاع، تتسع الفجوة بين السوق الرسمي والموازي، بينما تفشل المقترحات الاقتصادية، مثل إصدار سندات دولية أو استخدام موارد الذهب والنفط كضمانات، في الانتقال من خانة الأفكار إلى التنفيذ العملي.

وبات الجنيه السوداني رمزًا لانهيار الدولة، لا مجرد عملة متراجعة، وسط مخاوف متزايدة من دخول البلاد في نفق اقتصادي طويل الأمد، يُهدد استقرارها المالي والاجتماعي لعقود قادمة ما لم يحدث تدخل داخلي جذري أو دعم دولي عاجل.

search