محمد بشير ابو نمو يكتب: ذبح البشر بدل الأنعام للاحتفاء " بالانتصارات " !!

الخميس، 30 أكتوبر 2025 01:28 م

محمد بشير ابو نمو

محمد بشير ابو نمو

هل تستطيعون العيش في ظل " حكم مليشيا"  هؤلاء جيشها  يا أهل دارفور ؟! 
 

لا أريد الاسترسال في الشرح لتوضيح بشاعة وفظاعة ما تم ضد المدنيين والأطفال والنساء في الفاشر من قبل المليشيا، والجنجويد  كالعادة بارعون في إظهار جرائمهم  رغم التحذير من قياداتها بعدم التصوير وإعمال مبدأ آل "كومتِّى" في تنفيذ الجرائم وخاصة باهل الفاشر ولكن يبدو انه وكما يقال" الطبع يغلب على التطبّع" فلا يستطيع هؤلاء كبح جماح غريزة القتل من أجل التشفي. 

لذلك أريد التركيز على حادثتين ارتبطتا بمجازر الفاشر، أظهرت حقيقة مفزعة وغريبة على الفطرة البشرية، الأولى وردت في تسجيل صوتي من شاهد عيان في نيالا، وأشار إليها السيد / مناوي حاكم إقليم دارفور في خطابه المسجل مساء يوم أمس الثلاثاء، وهى أنه عندما سرى خبر استيلاء الفرقة السادسة بالفاشر من قبل المليشيا، دوت مدينة نيالا برصاص المليشيا، كإشارة احتفاء بالانتصار، فما كان من احد أفراد المليشيا المنتشين بالخبر، وبعد أن افرغ كل الرصاص في خزنة البندقية مبشراً بالنصر، صرح قائلًا إن الفرحة لا تكتمل إلا بذبح أحد "العبيد" في الشارع العام ككرامة "ذبيحة" لاستيلاء المليشيا على فرقة الفاشر، فخرج إلى الشارع العام " شارع السينما " واوقف أقرب مواطن ساقه حظه العاثر إلى هذا الشارع في ذاك التوقيت، ممن يعتبرهم هذا الجزار بانهم “ عبيد”، وانهال على رأسه بعقب البندقية وعندما هوى الرجل ساقطاً ومغمياً عليه، اخرج سكينه من ضراعه وذبح الرجل ذبح الشاة من الأذن للأذن مهللاً : “الله اكبر ”، ومسح سكينه على ثياب الرجل لتنظيفه من الدماء وصاح فى المارة المذعورين : دى كرامة سقوط الفاشر يا عبيد، مما جعل كل المارة يهربون إلى أقرب شارع جانبي للاختباء وثم الاختفاء بعيداً عن هذا المسرح. 

أما الحادثة الأخرى فقد شاهدها الملايين في الفيديو المنتشر للجزار المدعو / أبو لؤلؤ وهو جالس وسط رفاقه من المليشيا يتناولون اللحم المشوي وهو يحكى بأريحية أن قتلاه بلغت حتى الآن التسعمائة ضحية وهو مستمر  في طريق تصفية المدنيين إلى أن يصل الالف من الأنفس البريئة ، نعم هؤلاء هذا سلوكهم دايماً، أما نحن البشر - وحتى القتلة والمجرمين فينا - سلوكنا غير  ذلك بالطبع.

هذا ما حدث في الفاشر من القاتل الأشهر أبو لؤلؤ آل دقلو،  ومن زميل له  في نيالا، عاصمة "حكومة التأسيس" والحادثتين نُفذتا من قبل جنود حكومة التأسيس، فهل تستطيعون العيش في ظل مثل هذه الحكومة يا أهل دارفور ؟!

search