سيف الاسلام عبدالله يكتب: الجنجويد مسخ قادم من الفراغ

الإثنين، 03 نوفمبر 2025 12:01 م

سيف الاسلام عبدالله

سيف الاسلام عبدالله

​هم ليسوا جنودا بل تجلي للقسوة والعدمية عاصفة من اللا انتماء قذفت من رحم فراغ قاس وتبعثرت في مدن لم تعرف معنى الظمأ.
 
جاؤوا من مناف رملية صلبة حيث البقاء للأقسى والمنابع شحيحة جالبين معهم قانونًا صحراويًا وحشيًا لا يغفر الضعف ولا يعرف الرحمة هذه البيئة صاغتهم كمسخ يرتدي زيًا غايته ليست النصر العسكري بل كسر الروح الحضارية في المدن الآمنة يتحولون إلى آلة تدمير لا تكتفي بنهب المال بل تغتصب فكرة الأمن ذاتها أيديهم المعتادة على مطاردة السراب امتدت لتنهب الذاكرة والكرامة.

هدفهم الحقيقي ليس السيطرة على الأرض بل إذلال أهلها يحلقون رؤوس الشباب لكسر كبرياهم ويذلون الكبار لكسر وقارهم مُعلنين أن كل ما هو حضري هو غنيمة مباحة وكل استقرار هو إهانة يجب سحقها.

 هذا الانفلات الأخلاقي المطلق هو الدليل على أنهم ليسوا جيشًا بل أوباش بلا مبدأ مهمتهم الوحيدة هي ترسيخ الخراب كنظام أوحد إن وجودهم هو صدى متضخم لحرب أهلية قديمة أُعيد تدويرها وقذفها لتمزق نسيج العاصمة الهش هم تجسيد حي لقيد اللاإنسانية الذي يحول البشر إلى أدوات صماء محاربة هذا المسخ تتجاوز خنادق المعارك.

 إنها معركة إرادات وفكرة واجب كل روح ترفض أن تكون صدى لصوت الإجرام تبدأ المقاومة برفض الخنوع بالهمس بالمعنى في زمن الضجيج والإصرار على أن الخراب ليس قدرا أبديا كل فعل بناء وكل صوت يرفض السكوت هو لبنة في جدار الصمود الذي سيسقط هذا المسخ سيكتب الناجون مستقبلهم بأسلحة الذاكرة الحية وليس بالبارود ليثبتوا أن فكرة الحياة أقوى من كل عواصف الفناء.

search