دارك بوكس يكشف: الإمارات حولت مطار بوساسو الصومالي لمركز دعم سري لتسليح المتمردين في السودان

الأحد، 09 نوفمبر 2025 10:57 ص

مطار بوساسو

مطار بوساسو

 

كشف تحقيق استقصائي نشره موقع دارك بوكس (Dark Box) عن تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة مطار بوساسو في إقليم بونتلاند شمال شرقي الصومال، إلى مركز لوجستي سري يُستخدم في دعم عمليات عسكرية مرتبطة بالنزاع الدائر في السودان.

ووفقًا للتحقيق، الذي أكده لاحقًا وزير الدفاع الصومالي أحمد فقي، فإن هناك شبكة نقل جوي سرية تقوم بنقل شحنات عسكرية ومرتزقة من جنسيات مختلفة – بينهم كولومبيون – من مطار بوساسو عبر تشاد والنيجر إلى مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان، لا سيما في إقليم دارفور.

وتشير الأدلة التي استعرضها التحقيق، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وسجلات الرحلات الجوية وشهادات ميدانية، إلى وجود تنسيق مباشر من جانب الإمارات في هذه العمليات، التي تُتهم بأنها تزوّد قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخائر والإمدادات اللوجستية.

وبحسب التقرير، تعتمد هذه الشبكة على عقود سرية ووكلاء إقليميين، مما يسمح للإمارات بالحفاظ على وصول غير معلن إلى مطار وميناء بوساسو. وتُستخدم آلية “المساعدات اللوجستية” غطاءً لعمليات إعادة تعبئة وإخفاء مصدر الأسلحة، في نمط يُشبه ما وصفه التحقيق بـ“غسيل الأسلحة عبر الطرق الجوية”.

ورغم أن الحكومة الفيدرالية الصومالية هي المسؤولة رسميًا عن المجال الجوي الوطني، إلا أن التحقيق أشار إلى أنها إما عاجزة أو متواطئة، في ظل تمتع إقليم بونتلاند بحكم شبه ذاتي يتيح للإمارات التحرك بحرية نسبيًا بعيدًا عن إشراف مقديشو.

وقد أثار الكشف ردود فعل غاضبة داخل الصومال، حيث اتهمت منظمات المجتمع المدني الدولة بالتواطؤ في تمكين جرائم حرب في السودان، وبخيانة مبادئ التضامن الإفريقي.

ويرى مراقبون أن ما كُشف عنه لا يمثل مجرد قضية إقليمية، بل تطورًا خطيرًا يمس سيادة الدول الإفريقية، ويعكس اتساع نطاق الحروب بالوكالة في القرن الإفريقي، في تحدٍ واضح للقانون الدولي ومبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

search