فدائيون يعيدون الحياة للخرطوم… مبادرة "قادرين" تطلق حملة واسعة لإعمار المستشفى الصيني والمدارس

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 11:00 ص

قادرين

قادرين

الخرطوم: إجلال إسماعيل

بعد توقف دام خمس سنوات بسبب الحرب، استعادت مبادرة “قادرين” حيويتها وعادت إلى الميدان بروح فدائية يقودها شباب آمنوا بأن خدمة المجتمع مسؤولية لا تنقطع. في مقدمتهم الفدائي مصطفى جمال، الذي يشرف على جهود إعادة تأهيل المرافق العامة في عدد من الأحياء، يقود فريقه بثبات وعزيمة لا تهدأ.

وتضم المبادرة أكثر من 70 شاباً وفتاة يعملون بلا توقف، ينتشرون في الأحياء لصيانة وتأهيل المستشفيات والمدارس والطرق. وقد بدأت فرق العمل أولى خطواتها في إصلاح مدرسة حليمة، التي تعرضت لدمار كبير شمل انهيار أربعة جدران وسرقة مراوح الفصول وميكروفونات المسجد المجاور، إضافة إلى تلف الأنظمة الكهربائية والمواسير بالكامل. وبجهود المتطوعين ومساهمات الأهالي، تمكنت المبادرة من جمع جزء من التمويل اللازم، وبدأت في إعادة بناء الجدران وترميم الأبواب وصيانة المرافق الأساسية.

وفي المستشفى الصيني، دشنت المبادرة واحدة من أكبر عمليات التأهيل، بعد أن فقد المستشفى معظم معداته وأجهزته خلال فترة الحرب. تعمل الفرق التطوعية على إعادة تشغيل أقسام الطوارئ والنساء والولادة وغسيل الكلى، إلى جانب تنظيف المخلفات العسكرية وإزالة الأشجار المتضررة وإعادة تهيئة الساحات لاستقبال المرضى مجدداً، في جهد منظم وواعد.

واتسع نطاق المبادرة ليشمل خدمات إنسانية مباشرة، حيث يتنقل المتطوعون بين الصيدليات لجمع أدوية الأمراض المزمنة مثل الأنسولين وعلاجات القلب والكلى والسكر، ثم توزيعها على الأسر المحتاجة داخل الأحياء، في مبادرة إنسانية تجسّد التضامن المجتمعي في أبهى صوره.

كما امتدت جهود المبادرة إلى المستشفى النموذجي بأمبدة، حيث نفذت الفرق حملة نظافة شاملة وإعادة تأهيل بمشاركة محلية أمبدة وعدد من شباب المنطقة، ما أعاد للمكان جزءاً من حيويته.

ورغم الظروف القاسية التي فرضتها الحرب وما خلّفته من دمار، تواصل “قادرين” التحرك من حارة إلى أخرى، ومن مستشفى إلى مدرسة، في رسالة قوية مفادها أن إعادة إعمار الوطن تبدأ من إرادة أبنائه.

search