الحركة الإسلامية تثمّن موقف السعودية تجاه السودان: خطوات محمد بن سلمان مباركة

الخميس، 20 نوفمبر 2025 07:33 م

علي كرتي

علي كرتي

أعربت الحركة الإسلامية السودانية بقيادة علي كرتي عن تقديرها للموقف الذي اتخذه الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، بشأن تطورات الأزمة في السودان، ووصفت تحرّكه بأنه “مسعى مبارك” يعكس روح القيادة المسؤولة والنخوة المتجذرة في أرض الحرمين.

وذكر بيان الحركة أن ولي العهد السعودي عبّر عن حرص واضح على كشف الحقائق ودعم الشعب السوداني الذي يواجه آثار الحرب والنزوح، محمّلاً ما وصفته الحركة بـ“الميليشيات الخارجة عن القانون” مسؤولية ما يجري. واعتبرت أن هذا الموقف يمثل التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا تجاه السودان في ظل ما وصفته بصمت دولي مخيّب وضعف التحرك لوقف النزاع.

وأضاف البيان أن مبادرة الأمير محمد بن سلمان تجسّد قيم العدالة والسلام، وتعطي أملًا في الحدّ مما سمّته الحركة “التدخلات التي تستهدف تقسيم السودان ونهب موارده”. وأكد أن دعم الرياض يمثّل دفعة معنوية وسياسية للشعب السوداني في مواجهة الظروف الحالية، مشددًا على ضرورة التصدي لكل محاولات زعزعة أمن البلاد.

اتهامات متبادلة وسط تصاعد النزاع المسلح

وفي ظل اشتداد الحرب بالسودان، تتجه الانتقادات من أطراف سياسية ومدنية نحو قيادات الحركة الإسلامية السودانية وشبكات مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، حيث تتهمها هذه الأطراف بأنها أحد العوامل الأساسية في تعطيل المسار المدني ومحاولة استعادة نفوذها عبر أدوات سياسية وعسكرية. وتشير هذه الاتهامات إلى دور محتمل للحركة في إذكاء الصراع وإطالة أمد المواجهات.

ومنذ سقوط نظام الرئيس عمر البشير في أبريل 2019، تواجه الحركة الإسلامية تراجعًا في نفوذها داخل مؤسسات الدولة. وخلال فترة الحكومة المدنية الانتقالية، برزت محاولات لإعادة التموضع داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهو ما اعتبره خصومها مقدمًا للانقضاض على السلطة. وزاد من تعقيد المشهد وجود شخصيات بارزة من الحركة مطلوبة لدى المحكمة الجنائية الدولية، ما أثار مزيدًا من الشكوك حول دورها في زعزعة الاستقرار.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن شخصيات محسوبة على الحركة شاركت في تعطيل ملفات الإصلاح العسكري والأمني، خاصة ما يتعلق بدمج القوات وإعادة هيكلة المؤسسات، الأمر الذي أسهم في إضعاف الحكومة المدنية وتهيئة بيئة قابلة للانفجار، وصولًا إلى اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

خطاب تعبوي وتأثير على جهود السلام

كما تتهم جهات مدنية الحركة باستخدام خطاب تعبوي يحرّض على استمرار القتال ويقلل من فرص الحل السياسي، معتبرة أن هذا الخطاب ساعد في خلق مناخ يبرر مواصلة الحرب ويحول دون تحقيق هدنة إنسانية. وتشير هذه الأطراف إلى أن بعض القيادات الإسلامية دفعت نحو الخيارات العسكرية بدلًا من التسويات، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وجود شخصيات مطلوبة دوليًا مثل علي كرتي يعقّد بدوره المشهد، إذ يُنظر إليها كأطراف ترغب في استمرار النزاع للحفاظ على نفوذها. ويضع هذا الوضع السودان أمام تحديات تتعلق بمحاسبة تلك القيادات داخليًا، ومواجهة الضغوط القضائية الدولية خارجيًا.

وفي مقابل هذه الاتهامات، تؤكد الحركة الإسلامية في بياناتها أنها تدعم الاستقرار، لكنها تطالب بما تسميه “حلولاً جذرية” تعالج جذور الأزمة، فيما يرى خصومها أن هذا الطرح لا يعدو أن يكون محاولة لإطالة أمد الصراع.

search