تقارب مصري مع حكومة الدبيبة: القاهرة غير راضية عن دعم حفتر لمليشيات الدعم السريع

الجمعة، 12 ديسمبر 2025 02:25 م

السيسي والدبيبة

السيسي والدبيبة

بعد أيام قليلة من زيارة قائد الجيش الليبي في الشرق، خليفة حفتر، إلى القاهرة ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي حملت ملف السودان كأحد أبرز محاورها، برز تطور لافت تمثل في ظهور الإعلامي المصري محمود سعد في مقابلة مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس.

واعتبر محللون توقيت المقابلة “مثيرًا”، مؤكدين أنه يعكس مسارًا جديدًا يبدو أن القاهرة قررت اتباعه في تعاملها مع حكومة الغرب الليبي، بعيدًا عن النهج التقليدي الداعم لحفتر.

ويشير خبراء إلى أن هذا التطور يأتي ضمن محاولات مصرية للحد من التحركات الأخيرة لحفتر في السودان، والتي تضمنت، حسب تقارير، تقديم دعم مالي وعسكري لقوات الدعم السريع.

ويرى مراقبون أن القاهرة، التي تُعد عضوًا فاعلًا في الآلية الرباعية المعنية بالملف السوداني، لم تعد تنظر بعين الرضا إلى هذه التحركات، خاصة في ظل نشاط دبلوماسي مكثف شمل اتصال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بنظيره المصري بدر عبد العاطي، إضافة إلى تحركات المبعوث الأمريكي مسعد بولس خلال الأسابيع الماضية.

كما اعتبرت المقابلة التلفزيونية مؤشراً إلى وجود تفاهمات مسبقة بين مصر وتركيا، الداعمين الرئيسيين لحفتر والدبيبة على التوالي، لا سيما بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نوفمبر الماضي عن إدانة “المجازر” التي ارتُكبت في السودان واستعداد بلاده لدعم الحكومة السودانية في أي خطوة لإنهاء الحرب.

وبحسب محللين، فإن هذه المواقف تكشف عن تقارب بين القاهرة وأنقرة بشأن ضرورة إنهاء الصراع في السودان، ولا يُستبعد أن يجري تنسيق مباشر بين البلدين في هذا الملف. ويعتقد مراقبون أن منح الضوء الأخضر لمحمود سعد لإجراء مقابلة مع الدبيبة يحمل رسالة واضحة لحفتر مفادها ضرورة وقف دعم قوات الدعم السريع وترك مسار تسوية الأزمة السودانية يمضي وفق الترتيبات التي تعمل عليها الأطراف الإقليمية والدولية.

search