مدير مرور سنار: المليشيا المتمردة استهدفت مقدرات الدولة وأحدثت تدميرا ممنهجا لمؤسساتها

الجمعة، 19 ديسمبر 2025 11:53 ص

العميد شرطة وهيب علي غالب، مدير إدارة مرور ولاية سنار

العميد شرطة وهيب علي غالب، مدير إدارة مرور ولاية سنار

أكد العميد شرطة وهيب علي غالب، مدير إدارة مرور ولاية سنار، أن الحرب التي شنتها المليشيا الإرهابية المتمردة على الشعب السوداني استهدفت بصورة مباشرة مقدرات الدولة وبنياتها التحتية، وسعت إلى إحداث تدمير ممنهج لمؤسساتها الإستراتيجية بغرض إقعاد الدولة وإضعاف أجهزتها النظامية وطمس هيبتها.

وقال العميد وهيب إن الشرطة لم تكن بمعزل عن هذا الاستهداف، بل نالت النصيب الأكبر من عمليات التخريب الممنهج، حيث تعرضت مقارها وأصولها وممتلكاتها وأجهزتها وآلياتها للتدمير والنهب على مستوى الرئاسة وكافة ولايات البلاد، مشيراً إلى أن الإدارة العامة للمرور فقدت شبكاتها وأنظمتها الإلكترونية وقواعد بياناتها المخزنة على الخوادم (السيرفرات) والخاصة بتقديم المعاملات المرورية، من استخراج رخص القيادة وترخيص المركبات.

وأوضح أن إدارة مرور ولاية سنار تأثرت بصورة مباشرة بتداعيات هذه الحرب، حيث تعرضت بنياتها التحتية وأجهزتها الإلكترونية للتدمير، إلى جانب سرقة الأصول وإتلاف نظام البيانات الخاص بالسجلات المرورية، في محاولة واضحة لإضعاف قدرات الشرطة ومنعها من أداء دورها في تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة.

سنار مفتاح الانتصارات

وأشار العميد وهيب إلى أن تضافر الجهود والتنسيق المتكامل بين القوات المسلحة والأجهزة النظامية المساندة، إلى جانب اصطفاف الشعب السوداني خلف قواته، أسفر عن انتصارات باهرة، وكانت ولاية سنار تمثل مفتاح هذه الانتصارات في جميع جبهات القتال.

وأضاف أن زيارة مدير عام قوات الشرطة وأعضاء هيئتي الإدارة والقيادة ومدير الإدارة العامة للمرور للولاية، وتوجيهاتهم بضرورة النهوض بالعمل الشرطي والمروري واستئناف تقديم الخدمات للمواطنين، شكلت نقطة الانطلاقة الحقيقية للتعافي، مؤكداً أن الشرطة كانت تحمل السلاح بيد وتعيد الإعمار باليد الأخرى.

النهوض بالعمل المروري

وأوضح مدير مرور سنار أنه بفضل تضافر جهود الشرطة على مستوى جميع القيادات، تمكنت الإدارة في فترة وجيزة من صيانة المقرات وإعادة تأهيل البنيات التحتية، لافتاً إلى أن قوات المرور كانت من أوائل الإدارات التي وصلت الولاية تمهيداً لاستئناف العمل في الوقت المناسب.

وأكد أنه تم استئناف المعاملات المرورية المختلفة، من استخراج رخص القيادة وترخيص المركبات، بالتنسيق مع الدائرة الفنية، كما تم توفير الدوريات والمركبات واستعواض ما تم نهبه أو إتلافه بنسبة بلغت (90%)، إلى جانب استرداد عدد كبير من المركبات المنهوبة والمساهمة في التعرف على مركبات مفقودة.

وأشار إلى أن قوات المرور انتشرت في جميع المحليات والطرق السريعة والتقاطعات الداخلية، وعادت لتقديم خدماتها حتى في المحليات الطرفية، مؤكداً أن الإدارة تعافت تماماً من إفرازات الحرب وعادت إلى وضعها الطبيعي.

مراكز الخدمة ونظام التشغيل

وأوضح العميد وهيب أن لدى إدارة مرور ولاية سنار أربعة مراكز لاستخراج رخص القيادة وترخيص المركبات في كل من سنار، سنجة، الدندر، والسوكي، مع وجود نقاط قيد الإجراء لاستكمال المتطلبات الفنية.

وأضاف أن نظام التشغيل المروري يعمل بنظام مركزي يربط جميع الولايات عبر شبكة موحدة تشرف عليها الدائرة الفنية بالإدارة العامة للمرور، بما يضمن استمرارية الخدمات ودقتها.

السلامة المرورية والضبط

وأكد أن قوات المرور منتشرة في جميع أنحاء الولاية وتعمل بكفاءة ومهنية عالية، مع وجود تنسيق كبير مع الجهات ذات الصلة في تنفيذ اشتراطات السلامة المرورية، من تأهيل الطرق ووضع العلامات والإرشادات المرورية والعلامات الأرضية، خاصة في مناطق عبور الطلاب، والسعي لإدخال الإشارات الضوئية بالتنسيق مع وزارة المالية.

وأشار إلى أن دور المرور لا يقتصر على العمل المروري فحسب، بل يشمل المشاركة في جميع المهام الأمنية، من تأمين الفعاليات الرسمية، وتأمين تحركات قيادات الدولة، والمشاركة في الارتكازات والأطواف الليلية، وكافة مهام شرطة الولاية.

التوعية المجتمعية والشراكات

وأكد العميد وهيب أن العمل الإرشادي والتثقيفي يمثل أولوية قصوى، حيث تنفذ الإدارة حملات توعوية واسعة تستهدف السائقين وطلاب المدارس والجامعات وكافة شرائح المجتمع، للحد من الحوادث المرورية التي تشكل خطراً على الأرواح والممتلكات.

وأضاف أن الإدارة أقامت شراكات مجتمعية مع اتحاد المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة، والهلال الأحمر، ومنظمات المجتمع المدني، والإدارات الأهلية، إلى جانب تنفيذ برامج في الإسعافات الأولية، والعبور الآمن، والنظافة وإصحاح البيئة، في إطار المسؤولية المجتمعية.

التدريب وبناء القدرات

وأوضح أن إدارة المرور تولي اهتماماً كبيراً بتدريب وتأهيل الكادر البشري من الضباط وضباط الصف والجنود أثناء الخدمة، من خلال دورات في السلامة المرورية، والإسعافات الأولية، والسجلات والإدارة، واستخدام الحاسوب، إلى جانب التدريب على استخدام الأسلحة، مؤكداً أن الشرطة تزخر بكفاءات مهنية وفنية مؤهلة.

شكر وعرفان

وفي ختام حديثه، تقدم العميد شرطة/ وهيب علي غالب بالشكر الجزيل لوزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة على دعمهم المتواصل، ولمدير الإدارة العامة للمرور ومدير شرطة الولاية على الإسناد الكبير لإدارة مرور ولاية سنار، كما هنأ منسوبي الشرطة بمناسبة العيد (71) للشرطة السودانية ويوم الشرطة العربية، موجهاً الشكر لمواطني ولاية سنار على تعاونهم واستجابتهم لمتطلبات تحقيق السلامة المرورية.

search