بشرى لمرضى الكلى والأورام.. ملتقى "مدني" يطلق رؤية 2026 لصحة السودانيين

اختتمت فعاليات ملتقى المراكز القومية التخصصية 2025 في مدينة مدني، حيث ناقش المشاركون من خبراء وكوادر طبية التحديات التي تواجه القطاع الصحي السوداني بعد سنوات من النزاعات، مع تبادل الأفكار والرؤى لتحسين الخدمات الطبية وضمان استدامتها.

ركزت الجلسات العلمية على ثلاثة محاور رئيسية: مراكز غسيل الكلى، علاج العيون، وعلاج الأورام، مع التأكيد على أهمية التوسع في الخدمات، توفير التمويل المستدام، وتحفيز الكوادر الطبية.

وأعلنت وزارة الصحة عن تشغيل 76 مركزًا لغسيل الكلى في جميع الولايات، مع خطط لتوسيع الشبكة لتلبية الطلب المتزايد. 

واستعرضت الدكتورة نجاة دبلوك من المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى التحديات التي تواجه مرضى الفشل الكلوي، والإنجازات التي تحققت خلال فترة الحرب، بما في ذلك استلام أجهزة غسيل جديدة وعودة خدمة الغسيل البروتوني بعد توقف دام 30 شهرًا.

وفي محور العيون، أشار مدير المركز القومي للعيون إلى اعتماد المركز على الدعم الخيري والتنسيق مع التأمين الصحي، مع عمل الاختصاصيين بشكل تطوعي لضمان استمرار تقديم الخدمات الجراحية وتحسين الرعاية الصحية، رغم نقص التمويل الكافي.

أما في مجال الأورام، فقد حذر بروفيسور دفع الله أبو إدريس، مدير المركز القومي للأورام، من أزمة نقص العلاج الإشعاعي، والتي أدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات، داعيًا إلى إنشاء 21 مركزًا للأورام في جميع الولايات، مع تحفيز الكوادر الطبية واستعادة خدمات العلاج الإشعاعي كملف طوارئ وطني.

كما تم خلال الملتقى مناقشة رؤية 2026 للخدمات الصحية، التي تهدف إلى توفير رعاية صحية مجانية لفئات محددة، مع التركيز على ثلاث مسارات علاجية لتوزيع الخدمات المجانية والاقتصادية والتأمينية، وتخصيص تمويل مستدام لتأمين احتياجات المواطنين.

وشدد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، توفير حوافز للكفاءات الطبية، ودعم المؤسسات الحكومية لضمان استمرارية وجودة الخدمات الصحية، مع استحداث مصادر تمويل مبتكرة مثل الجمعيات الداعمة لجمع التمويل الشعبي للمستشفيات المتخصصة.

ويعد ملتقى المراكز القومية التخصصية 2025 منصة مهمة للتفاعل بين الخبراء والكادر الطبي، بهدف تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية وضمان توفير رعاية صحية مستدامة وذات جودة عالية في السودان.