تشغيل 76 مركزاً لغسيل الكلى في كل الولايات

ناقش المشاركون في الجلسات العلمية لملتقى المراكز القومية التخصصية الخبراء والكوادر الطبية التحديات التي تواجه القطاع الصحي في السودان بعد سنوات من النزاعات حيث تم تبادل الأفكار والرؤى حول كيفية تحسين الخدمات الطبية ومواجهة التحديات الراهنة حيث ركزت النقاشات على ثلاثة محاور رئيسية شملت مراكز غسيل الكلى وعلاج العيون وعلاج الأورام وأهمية التوسع وتوفير التمويل والإستدامة.

حيث أعلنت وزارة الصحة عن تشغيل 76 مركزاً لغسيل الكلى في جميع الولايات مع خطط لتوسيع هذه الشبكة لتلبية الطلب المتزايد .

من جانبها إستعرضت الدكتورة نجاة دبلوك من المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في ورقتها أهم التحديات التي تواجه مرضى الفشل الكلوي والإنجازات خلال فترة الحرب بما في ذلك تطوير وصيانة المراكز وإستلام أجهزة غسيل جديدة في إطار إستراتيجية شاملة تهدف لتقليل الضغط على المراكز الحالية إضافة لعودة خدمة الغسيل البروتوني بعد توقف إمتد 30 شهراً .

كما عدد مركز العيون المعاناة التي يواجهها لعدم توفر التمويل الكافي لإدارة خدماته حيث أعلن مدير المركز أن الإختصاصيين يعملون بشكل طوعي دون أي مقابل للمساهمة في إستمرار تقديم الخدمات مشيراً لإعتماد المركز بشكل أساسي على الدعم الخيري والتنسيق مع التأمين الصحي لإستمرار العمليات الجراحية وذلك لتحسين الرعاية الصحية في البلاد والتركيز على تعزيز خدمات الرعاية الأولية .

فيما حذر بروفيسور دفع الله أبو إدريس مدير المركز القومي للأورام من الأزمة الحالية بسبب غياب العلاج الإشعاعي التي تؤدي لإرتفاع ملحوظ في معدلات الوفيات داعياً لإنشاء 21 مركزاً للأورام في جميع الولايات مشيراً لضرورة تدخل الحكومة بشكل عاجل لضمان توفر العلاج وشدد على أهمية تحفيز الكوادر الطبية وإستعادة خدمات العلاج الإشعاعي كملف طوارئ وطني .

كما شملت مناقشات اليوم الأول رؤية 2026م للخدمات الصحية حيث تم طرح رؤية شاملة تهدف لتوفير رعاية صحية مجانية لفئات محددة وتركز الرؤية على ثلاث مسارات علاجية واضحة تضبط توزيع الخدمات المجانية والاقتصادية والتأمينية .

حيث أكد الدكتور نجم الدين المجذوب على ضرورة تخصيص مبالغ مالية واضحة ومستدامة لتأمين إحتياجات المواطن يأتي ذلك في وقت يعد فيه توفير التمويل المستدام إحدى أكبر التحديات التي تواجه المنظومة الصحية .

وتسعى وزارة الصحة لمواجهة الوضع الإقتصادي الصعب من خلال إستحداث مصادر تمويل مبتكرة جاء ذلك في سياق اقتراحات لإنشاء جمعيات داعمة لجمع تمويل شعبي لدعم المستشفيات المتخصصة بالإضافة إلى ذلك ناقش المشاركون ضرورة دعم المؤسسات الحكومية بدلاً من الإعتماد على القطاع الخاص بهدف توفير خدمات صحية أفضل للمواطنين .

وأشارت المناقشات لأهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان إستدامة الخدمات الصحية والتأكيد على ضرورة توفير حوافز مالية للكفاءات الصحية من أجل الحفاظ على الكوادر المتميزة داخل المراكز الحكومية .

مما يجدر ذكره أن ملتقى المراكز القومية التخصصية 2025م يمثل منصة مثالية للتفاعل بين الكوادر الطبية والخبراء لإستعراض التحديات والحلول المستقبلية في القطاع الصحي السوداني والحاجة الملحة لشراكات إستراتيجية وتمويل مبتكر لضمان إستمرارية وجودة الخدمات الطبية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد.

إن فهم هذه التحديات وإستثمار الأفكار الرائدة يمكن أن يساهم في بناء نظام صحي أكثر مرونة يتماشى مع إحتياجات المواطنين مما يعد أساسياً لتوفير الرعاية الصحية الضرورية في المستقبل .