تنسيقية أبناء بني هلبا بالسودان تدين مجزرة النهود

أعربت تنسيقية أبناء بني هلبا بالسودان عن إدانتها واستنكارها لمجزرة النهود وسط مناشدة عاجلة في مشهدٍ مروّع يندى له جبين الإنسانية، وتتنكّر له كافة الأعراف السماوية والأرضية، ارتكبت مليشيا الدعم السريع مجزرة دموية بمدينة النهود بولاية غرب كردفان، راح ضحيتها العشرات من الأبرياء من المدنيين العزّل، بينهم إعلاميون، أكاديميون، شيوخ، ورموز مجتمعية، في جريمة ممنهجة تهدف إلى إسكات الصوت الحر وإبادة ما تبقى من النسيج السوداني، 

منذ لحظة اجتياحها المدينة، أعملت المليشيا القتل والتنكيل، ونهبت الممتلكات، وفرضت حصارًا ظالمًا خانقًا، في تجسيد صريح لجريمة الحرابة التي قال فيها الحق تعالى:
﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا...﴾ 
وكما قال جلا فى علاه ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ 
كما أن استهداف الشيوخ والأسرى والضعفاء محرم في شريعة الإسلام، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً صغيرًا، ولا امرأة، ولا أسيرًا..."

إدانة وتحذير

إن تنسيقية أبناء بني هلبا بالسودان تدين هذه المجزرة النكراء بأشد وأقسى العبارات، وتحمل مليشيا الدعم السريع ومن يقف وراءها من حلفاء إقليميين وداعمين دوليين كامل المسؤولية عن هذه الجرائم، ونحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الصمت المريب والمخجل، ونطالبه بالخروج من حالة التواطؤ والخذلان، واتخاذ خطوات جادة وفورية لوقف هذه المجازر وتقديم المجرمين للعدالة.

مناشدة للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية

إننا في تنسيقية أبناء بني هلبا، إذ نثمّن صمود جيشنا الوطني، فإننا نناشده باتخاذ إجراءات عاجلة ترتقي لحجم التهديد، وتشمل:

تسليح كل المواطنين القادرين على حمل السلاح في القرى والمدن والبوادى، لتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وأعراضهم ضد هذه المليشيا المتمردة والمرتزقة الأجانب.

تفعيل القوانين الرادعة بحق المندسين والمتعاونين  الذين يسهلون للمليشيا الوصول إلى أهدافها ويقدمون لها الدعم ، وتقديمهم للمحاكمات الفورية بتهمة الخيانة الوطنية.

فضح وتقديم الإعلاميين والسياسيين المأجورين للمساءلة، أولئك الذين يتاجرون بقضايا الوطن لخدمة مشروع الإبادة والتخريب، ويبررون القتل والانتهاكات تحت شعارات كاذبة ومضللة، وهم أدوات في يد العدو.

دعوة إلى وحدة الصف والتعبئة الوطنية

نؤكد أن السودان يمر بمنعطف وجودي حاسم، يتطلب من كل شرفائه، أفرادًا ومكونات، الاصطفاف في جبهة وطنية صلبة، تردّ العدوان، وتدحر البغاة، وتحفظ للدولة كرامتها، وللشعب حياته وحقوقه.

الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار، والشفاء للجرحى والمصابين، والنصر المؤزر لشعبنا الصامد.
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ 
وإنا لله وإنا إليه راجعون.