وقل اعملوا.. د/ عبدالله جماع: الانقاذ( 30 عاما من الخراب والدمار)!!
الإثنين، 07 يوليو 2025 11:32 ص

عبد الله جماع
الان سنكمل الجزء الاخير لمقالنا السابق. والذي اكدنا فيه و بوضوح شديد اننا لسنا بصدد الدفاع عن الانقاذ و بالتالي لا نحتاج الي ذكر منطقية و اسباب قيامها و حالة السودان المتردية قبل مجيئها في 30 يونيو 89 . و ذلك ما طالبني به بعض الاخوة الاعزاء ، بانه يجب استدعاء ذلك التاريخ واضافته الي المقال حتي تكتمل الصورة ويستعيد السودانيون ذاكرتهم واستحضار ماَسيهم في ذلك الزمان والاوان. ولكن يقال ان المنهج هو (شريعة الكاتب او الباحث). وذلك حيث ان المنهج الذي اَليت علي نفسي اتباعه والالتزام به، ثم كتبته في المقدمة. علي انني فقط سأتابع واورد شهادات المواطنين حول مدي صحة الحكم الذي اصدرته الحرية والتغيير علي فترة الانقاذ ابان كل سني حكمها ال 30 و ما هي الا سوي خراب ودمار ماحق لم يعثر من ورائها السودان علي خير قط . وعليه يتطلب الامر راي و شهادة المواطن السوداني، علي حكم الحرية والتغيير الانف ذكره علي حكم الانقاذ طوال تلك الفترة. و في نفس الوقت انني غير مسئول عن دقة اي معلومة منقولة او عدم صحتها. ولكن في تقديري بمجرد اثارة تلك النقاشات حول دقة هذه المعلومات ام لا. تلقائيا يعني الطعن و نقض حكم الحرية والتغيير. وهو مايؤكد ان هنالك فعلا انجازا ما قد تم والا لما انفك النقاش حول الزيادة او النقصان في المعلومات الواردة ممن ادلوا بشهاداتهم لانه لا يتم حسب قانون الصواب والخطأ نقاشا ، الا حينما يكون ان هناك عملا ما قد تم. ومواصلة لاخذ شهادة المواطنين السودانيين حول ذلك الموضوع ، وجدت مقالا منشورا في الوسائط للاعلامي الفذ والكاتب الكبير المرموق الدكتور (كمال حامد) يحمل نفس عنوان مقالنا وهو يدلي فيه بشهادته عن مقولة( 30 عاما من الخراب والدمار) ودون استئذان منه سانقله كما هو منشور في الوسائط. فله منا التحية والتجلة فهيا جميعنا لنتصفح فقراته معا…
كتب الدكتور كمال حامد
هل (حقا 30 سنة دمرت البلد )؟
حالة إنكار وجحود لا متناهي …
لعل من أكثر العبارات الوهمية التي تم تكرارها آلاف المرات حتى ترسخت في العقول والذاكرة القصيرة هي عبارة (ثلاثين سنة دمرت البلد) ويالها من كذبة بلقاء.
بالأمس كنت أتجول داخل مواقع جامعة الضعين وهي بالمناسبة من الجامعات التي ظلت سليمة لم تمس مثل جامعات أخرى مثل جامعات البحر الأحمر وبخت الرضا وأخريات فوجدت في عز حاضنة التمرد عملية تعليمية مستمرة ووفود من مديريها يسافرون هنا وهناك يعقدون الإتفاقيات والترتيبات ، أما جامعات نيالا والفاشر وغيرها وغيرها وكلياتها التي لا تحصى فيا سبحان الله.
لو لم يكن للإنقاذ من فضل سوى ثورة التعليم العالي لكفاها ولكن الإنقاذ كانت لها عداوات مرصودة مترصدة لا هم لها سوى التتفيه المستمر الدائم للإنجازات.
تهكموا وسخروا من الجامعات الجديدة ومن مبانيها المتواضعة ونقص المعامل ووصفوها بالثانويات وتجاهلوا عمدا أو جهلا أن العافية درجات ، وقد تلقيت دراستي الجامعية في كلية الزراعة في جامعة الملك فيصل بالأحساء في المملكة العربية السعودية البلد البترولي الغني وكنت في الدفعة الثانية التي تخرجت من تلك الجامعة ولأنها كانت جديدة فقد تلقينا دراستنا في مبان مؤقتة prefabricated من الخشب والألمونيوم من طابق أرضي فقط وظل هكذا الحال حتى تخرجنا في 1980م وبعد ما يقارب الخمسة عشرة عاما تقريبا من تخرجنا تم بناء المقر الجامعي الدائم الفخم.
ولأنني أتجول كثيرا في هذا السودان من خلال خرائط جوجل فقد هالني وفوجئت بالآلاف من كيلومترات الطرق المسفلتة والمعبدة من بورتسودان إلى الجنينة ومن وادي حلفا شمالا إلى الجبلين جنوبا ، دع عنك الطرق المعبدة جيدا فهذه تفاجأ حين تجدها قد إمتدت من مناطق إنتاج البترول في جنوب كردفان وعدارييل جنوبا حتى جوبا ومختلف مدن جنوب السودان وقد شيدت معها عشرات الكباري على شبكة أنهار جنوب السودان.
أما في مجال التوليد الكهربائي فقد إنتشرت بالعشرات محطات التوليد الحراي حتى في مدن داخل جغرافيا التظلم والإحتجاج الإدماني.
إن إدمان التظلم والاحتجاج يعمي الأبصار والبصائر فلا تعود ترى ولا تحس ولا تعترف مهما شيدت في مناطقها من مدارس وجامعات وطرق وجسور ، وهل تعلم مثلا أن الفاشر بها أكبر محطة للطاقة الشمسية ؟
أما في مجال الإتصالات فقد سبقت الإنقاذ جميع الدول حولنا ويكفي أن مهندسيها وجهازها الأمني قرر دخول نظام الهواتف الجوالة mobile قبل أعوام من دول ظلت تتوجس وتتمنع أجهزتها الأمنية من قبول وإشاعة التقنيات الجديدة ، وكان ذلك القبول المبكر من أسباب تكون طبقة من المهرة من الشباب السوداني في تخصصات تقنيات المعلومات.
على المستوى الشخصي تضررت من فصلي المزعوم للصالح العام ولكن الغبن الشخصي لم يمنعني من السعادة كلما تم إفتتاح مرفق جديد حديث وفخم ولقد شعرت بالغبن وأنا أتابع ما أصاب مركز الفحوصات والمختبرات الجنائية في شارع عبيد ختم من أوباش التمرد في هذه الحرب بينما إحتفلت دولة جارة منذ أشهر قليلة بافتتاح مركزها للفحوصات والمختبرات الجنائية ، وهكذا يدمر الأوباش في حربهم اللعينة ضدنا كل ماتم إنجازه ليس فقط على مدى الثلاثين عاما بل على مدى الزمن من 1 يناير 1900م حتى اليوم 2025م ! ، يفعلون ذلك ويهتف سفهائهم سودان قديم يتحطم سودان جديد يتقدم ، ياللبؤس.
هل مصنع سكر الجنيد الذي وثق لنا على عجل سيف الدين حسن بعضا مما حاق به من تخريب وتدمير هو من منجزات الإنقاذ ؟ وهل سكة حديد نيالا التي قاموا بتجريف ردميتها لصناعة الطوب الأحمر كانت من منجزات الإنقاذ ؟
وهل خطوط وكوابل البنية التحتية في الكهرباء التي انتزعوها من تحت الأرض والجدران لتذويب النحاس كانت من إنجازات الإنقاذ أم كانت جهدا متراكما لكل الحكومات السابقة ؟
أما في مجالات الطب والعلاج فيكفي أن المستشفيات العامة والخاصة صارت تصارع مثيلاتها في الخارج خاصة فيما يتعلق بتوفر أجهزة المختبرات والفحوصات وفي 2018م وجهني أحد أقاربي الأطباء للعلاج في مستشفى حكومي في الصحافة هو مستشفى الأكاديمية فدهشت من روعته وفخامته وقاموا بتنفيذ حقنة الدرب مجانا وليس ذلك فقط فقد كان جاري أحد اللاجئين الأثيوبيين يتلقى علاجه مجانا وقد إلتف حوله زملائه الشباب من أولاد بلده فياللكرم ! وهي نفس أخت بلادنا الشقيقة التي تابعنا معاناة لاجئينا فيها خلال هذه الحرب فياللعجب !
إن عبارة (ثلاثين سنة دمرت كل شيئ) ليست فقط عبار كاذبة بل هي عبارة مزيفة ووضيعة ودجل وتشويه للذاكرة وقد أستخدمت فيها تقنيات هندسة الذاكرة والوعي المجتمعي من خلال التكرار الدوؤب وفوق ذلك فهي عبارة خاطئة شرعا لأنها تنافى مع الأمر الإلهي
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (8)سورة المائدة.
لا تحدثني عن الفساد أرجوك فليس هذا عرضحالا للدفاع عن عموم فترة حكم الإنقاذ فموضوع الفساد موضوع آخر وإنما كان هذا المقال لتسليط الضوء على عبارة كاذبة مضللة.
( كمال حامد)
تلك هي شهادة الاعلامي البارع الدكتور كمال حامد كما وردتنا..عن فترة ال 30 عاما المفتري عليها.. وايضا هذه هي شهادة اعلامي سوداني مرموق اخر تحمل نفس الدلالات والاثباتات و تدحض مزاعم الحرية والتغيير. حيث اورد التالي: اني اقول للذين يرددون ببلاهة ،ان الكيزان دمروا السودان:اما انكم لم تعيشوا في السودان قبل عهد الكيزان او انكم مكابرون جاحدون لا تحمدون الله علي نعمه، من امن مستدام ورفاهية ورغيفة بجنيه .فانزل الله عليكم غضبه ، فحل الغلاء والبلاء والحرب.فصرنا جميعا بنكرانكم لاجئين( الهندي عزالدين)…
وهكذا و بنكران الحرية والتغيير المطلق لاي انجاز قامت به الانقاذ، طوال سنوات حكمها ال 30 قد افقدها مصداقيتها و في نفس الوقت نشطت للسودانين ذاكرتهم مؤمِنين علي ان كل ماتدعيه الحرية والتغير هو مجرد هراء. وبالدليل والبرهان حسب ماهو ماثلا للعيان. لن ينكره الا مكابر، يسعي لطمس الحقائق.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
"إندرايف" تطلق "مسابقة الصيف" لتكريم السائقين المتميزين في القاهرة والساحل الشمالي
23 يوليو 2025 11:40 م
تقديم نشوي أبو العلا: “نون كاست”.. برنامج يوثق نجاحات المرأة المصرية على قناة هي
18 يوليو 2025 10:15 م
اجتماع تنويري بالقضارف يؤكد أهمية التأمين الزراعي لدعم الجمعيات النسوية
13 يوليو 2025 11:30 م
أضرار سوء استخدام المضادات الحيوية.. تعرف عليها
29 مارس 2025 02:34 م
ترامب يقدم عرضا مغريا للصين مقابل بيع تيك توك
29 مارس 2025 02:23 م
الأكثر قراءة
-
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي يكتب: "الأمن المائي السوداني .. وتحذيرات الخبراء"
-
برعاية مركز الملك سلمان.. مؤسسة البصر العالمية تنفذ مخيمًا مجانيًا للعيون بمنطقة الحاج يوسف للكشف على 4000 مريض
-
أم روابة: إشادة بالمعلمين وتأكيد على الأمن التعليمي بعد تحرير المحلية
-
حريق ضخم يلتهم نخيل الباسا بمروي ويسبب أضرارًا واسعة في المنازل
-
رشان اوشي تكتب: كيكل..السياق وإعادة وسم التاريخ
أكثر الكلمات انتشاراً