وفد عسكري سوداني يشارك في مفاوضات غير مباشرة مع مليشيا الدعم السريع بوساطة أمريكية

أفادت مصادر مطلعة أن وفدًا عسكريًا يمثل القوات المسلحة السودانية يشارك حاليًا في مفاوضات غير مباشرة مع مليشيا الدعم السريع، بتفويض كامل من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

وأكدت المصادر أن الوفد يتمتع بصلاحيات واسعة للوصول إلى تفاهمات متقدمة مع الطرف الآخر، في إطار جهود دولية مكثفة تهدف إلى وقف الحرب الدائرة في السودان، دون الكشف عن هوية الضابط الذي يقود المفاوضات.

وساطة أميركية – سعودية وضغوط متزايدة

وقالت المصادر إن المفاوضات تُجرى بشكل منفصل بين الطرفين، استنادًا إلى ورقة تفاوضية قدمتها الإدارة الأميركية بناءً على بيان الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.
وأوضحت أن المحادثات وصلت إلى مراحل متقدمة، وقد تسفر عن نتائج ملموسة قبل الاجتماع الرسمي المرتقب لدول الرباعية خلال الأيام المقبلة، وسط ضغوط دولية متصاعدة للدفع نحو وقف شامل لإطلاق النار.

وتُعقد اللقاءات تحت إشراف مباشر من نائبي وزيري الخارجية في الولايات المتحدة والسعودية، في مؤشر على الجدية التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الأزمة السودانية، وسعيه لإطلاق هدنة إنسانية عاجلة تسمح بإيصال المساعدات وفتح ممرات آمنة للمدنيين.

الجيش يتمسك بالضمانات قبل الهدنة

وبحسب المصادر، يرفض وفد الجيش السوداني توقيع اتفاق فوري لوقف إطلاق النار خشية أن تستغل مليشيا الدعم السريع الهدنة لإعادة تنظيم صفوفها.
ويطالب الوفد العسكري بـ ضمانات واضحة وشاملة قبل أي اتفاق، تشمل الترتيبات الأمنية والعسكرية ومصير القوات على الأرض، مؤكدًا ضرورة معالجة الملفات الميدانية قبل الانتقال إلى أي تسوية سياسية.

تحركات موازية من جانب الدعم السريع

في المقابل، أرسلت مليشيا الدعم السريع وفدًا يقوده مسؤول رفيع، أجرى سلسلة من التفاهمات مع مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا والعالم العربي، تناولت معظم النقاط التي طرحتها الوساطة الدولية في جولات سابقة، ما يشير إلى وجود أرضية مشتركة يمكن البناء عليها في حال توافرت الإرادة السياسية لدى الطرفين.

اجتماعات مرتقبة في واشنطن

كما كشفت مصادر دبلوماسية عن ترتيبات لعقد اجتماعات في مقر وزارة الخارجية الأميركية، تجمع ممثلين عن الجيش والدعم السريع دون لقاء مباشر بينهما، يقودها نائب وزير الخارجية الأميركي بالتنسيق مع نظيره السعودي، في إطار خارطة الطريق الدولية التي تم التوافق عليها في سبتمبر الماضي.

موقف البرهان ودعم أميركي محتمل

كان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد ناقش مع وفد الجيش قبل مغادرته إلى واشنطن تفاصيل المفاوضات وحدود الموقف التفاوضي، مؤكدًا أن أي اتفاق يجب أن يستند إلى أسس وطنية تحفظ سيادة السودان ووحدة جيشه.
كما شدد في تصريحات سابقة على رفضه إدماج مليشيا الدعم السريع في أي تسوية سياسية أو عسكرية، معتبرًا ذلك تجاوزًا لإرادة الشعب السوداني.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس أبلغ البرهان في لقاء بالقاهرة استعداد واشنطن لدعم جهود إعادة إعمار السودان بعد التوصل إلى سلام شامل، مشيرًا إلى اهتمام عدد من الشركات الأميركية الكبرى بالاستثمار في السودان حال تحقق الاستقرار الأمني والسياسي.