خاص لـ "أون سودان" عبد العزيز النقر القيادي بقوى الحراك الوطني السودني: مجزرة الفاشر أنهت صمت العالم.. والدعم السريع يعيش لحظاته الأخيرة ميدانيًا
الأحد، 07 ديسمبر 2025 11:28 ص
عبد العزيز النقر
أون سودان
في ظل التحولات السريعة التي تشهدها الساحة السودانية، وتقاطع الجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب الدائرة للعام الثاني على التوالي، يزداد المشهد تعقيدًا وتبرز أسئلة ملحّة حول فرص التسوية ومستقبل الدولة السودانية. وفي هذا السياق، أجرت "أون سودان" حوارًا خاصًا مع عبد العزيز النقر، القيادي بقوى الحراك الوطني السوداني، الذي قدم قراءة شاملة للتطورات الأخيرة، وتحدّث بصراحة عن الدور الأمريكي، والمسارات الجديدة للحل، ومجزرة الفاشر التي وصفها بأنها «اللحظة التي أحرجت العالم».
كيف تنظرون إلى المبادرة الأمريكية الجديدة التي تتحدث عن ثلاثة مسارات للحل في السودان؟
الولايات المتحدة قوة قادرة على التأثير، وتمتلك الأدوات اللازمة للضغط على الأطراف، لكن رؤيتها للحل لم تتبلور بالشكل الكافي حتى الآن. صحيح أنها طرحت مقترحات عبر الرباعية التي تضم مصر والسعودية والإمارات، لكن السودان قدّم بالفعل خارطة طريق واضحة للأمم المتحدة. ما يبدو لي أن واشنطن تجاوزت فكرة وقف إطلاق النار المؤقت، وهي الآن تبحث عن حل شامل ينهي جذور الصراع، لا مجرد هدنة إنسانية.
لماذا بقيت الحرب في السودان، رغم حجمها الكارثي، خارج اهتمام المجتمع الدولي لفترة طويلة؟
لأن السودان تُرك وحيدًا في مواجهة صراع معقد. الحرب وُصفت بأنها «المنسية»، وهذا يعكس حجم التجاهل الدولي. بدأت الأزمة كتمرّد لمكوّن عسكري داخل الجيش، ثم تدفقت عليه دعم خارجي فتح شهية الصراع وأطال أمده. مجزرة الفاشر الأخيرة التي راح ضحيتها أكثر من ألفي مدني في يوم واحد كانت نقطة تحول، فقد وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وأحرجته بشكل غير مسبوق.
هل تعتقد أن واشنطن تتجه فعلاً لتصنيف قوات الدعم السريع كتنظيم إرهابي؟
هذا هو الخيار الصحيح إذا كان المجتمع الدولي يريد وقف المأساة. الدعم السريع يعيش تراجعًا ميدانيًا واضحًا حتى دون صدور التصنيف. الجيش يحقق تقدمًا مستمرًا في ولايات كردفان ودارفور، وتحررت مدن عديدة خلال الأسابيع الماضية. خطوة التصنيف ستعزل الدعم السريع دوليًا وتحد من مصادر تمويله.
في ظل هذا المشهد، هل يبدو الحل السياسي بعيدًا؟
لا يوجد حل مستحيل في السياسة. الدولة السودانية اليوم أكثر تماسكا، وتسيطر على معظم أراضيها. كل المشاريع التي حاولت فرض حكومة أمر واقع فشلت، سواء في الخرطوم أو نيالا. ما يحدث الآن أن معظم مكونات دارفور تقف مع الجيش، وتحارب إلى جانبه، بما في ذلك الحركات التي كانت تقاتله حتى عام 2021. وهذا وحده ينسف الأساطير التي تتحدث عن الانقسام أو السيناريوهات الانفصالية.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه إدارة ترامب في حال توسع تدخلها في الملف السوداني؟
ترامب يبحث عن إنجازات دولية كبرى. نجح في دفع ملف غزة نحو اتفاق، ويعمل على احتواء الحرب الروسية الأوكرانية، ويمتلك قاعدة معلومات واسعة حول السودان. إذا قرر التدخل بعمق، فقد يصبح السودان أحد الملفات التي تمنحه فرصة للحصول على جائزة نوبل للسلام.
كيف تقيم أداء الدبلوماسية السودانية خلال الحرب؟
الدبلوماسية السودانية لعبت دورًا مهمًا في كشف الحقائق. مندوب السودان في الأمم المتحدة كان صوتًا قويًا ضد الروايات المضللة. المجتمع الدولي تجاهل الكثير، لكن مجزرة الفاشر غيّرت موقفه. كما أن فشل الدعم السريع في فتح ممرات إنسانية لأكثر من 500 يوم شكّل وصمة واضحة على سلوكه.
قوات الدعم السريع أعلنت هدنة جديدة لمدة ثلاثة أشهر.. هل يمكن الوثوق بها؟
تجاربنا معها تقول العكس تمامًا. أعلنت ثلاث هدن قبل ذلك واستغلتها لشن هجمات في الخرطوم. حتى في الهدنة الأخيرة، هاجمت الفرقة 22 مشاة في أبنوسة بعد ساعات من إعلانها. هذه قوة تستخدم "الهدنة" كسلاح، وليست أداة إنسانية.
ماذا عن الاتهامات الواسعة الموجهة للدعم السريع بارتكاب انتهاكات مروعة؟
هذه ليست اتهامات سياسية، بل أدلة موثقة، حصار الفاشر لأكثر من 500 يوم، موت الأطفال بسبب الجوع، تصفية المدنيين على الطرق، مصادرة شاحنات الأمم المتحدة، ووجود مرتزقة أجانب يقاتلون ضمن صفوفهم—كل هذه الحقائق اعترف بها العالم، لذلك نرى تحولًا في الموقف الدولي.
هل يمكن للضغوط الدولية أن تغيّر سلوك الدعم السريع؟
لا أعتقد أن المطلوب هو تغيير السلوك، بل إنهاء وجود المليشيا ككيان مسلح. الناس تفر من المدن التي يدخلها الدعم السريع وتلجأ لمناطق الجيش، وهذا مؤشر حاسم على من يحمي المدنيين فعلاً. واشنطن تعلم ذلك جيدًا.
ما حجم المخاطر الإنسانية والسياسية الناتجة عن النزوح الواسع؟
رقم النازحين واللاجئين تجاوز 12 مليونًا. هذا يهدد استقرار الدولة وإعادة إعمارها. الحل الوحيد حماية الدولة لوحدة أراضيها وإنهاء الحرب سريعًا لعودة السكان إلى مناطقهم.
كيف تقيّمون الدور المصري في الأزمة السودانية؟
مصر وقفت إلى جانب السودان منذ اللحظة الأولى للحرب. استضافت مئات الآلاف من السودانيين وقدمت دعمًا سياسيًا حاسمًا. مؤتمر دول جوار السودان الذي عُقد في القاهرة عام 2023 كان أول منصة جمعت القوى السياسية السودانية كلها. ومصر اليوم عضو رئيسي في الرباعية الدولية، وتتبنى موقفًا ثابتًا يدعم وحدة السودان واستقراره.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
خالد الاعيسر ينعى الموسيقار الدكتور عبد القادر سالم
16 ديسمبر 2025 03:59 م
مكتول هواك يا كردفان: وداعًا عبدالقادر سالم صوت الأرض والذاكرة
16 ديسمبر 2025 02:38 م
الأكثر قراءة
-
الشرطة السودانية تعلن عن وظائف في مجمعات خدمات الجمهور.. تعرف على الشروط
-
انتهز الفرصة.. الكشف والعلاج بالمجان في الخرطوم وكسلا حتى 7 يناير بمشاركة مجموعة من أكفأ الأطباء في قطر
-
«عافية» تُسهل العلاج للسودانيين في مصر بتخفيضات تصل إلى 70%
-
عاطف السماني يُجري عملية قسطرة بالقلب ويطمئن جمهوره على صحته
-
تخبط المؤتمر السوداني وانقساماته تكشف تحالفاته الخفية مع الجنجويد
أكثر الكلمات انتشاراً