نظرة للمستقبل | د.عصام الدين بدري يكتب: يسألونك عن المسيرات
السبت، 03 مايو 2025 10:41 ص

الطيران المسير
سلاح الطيران المسير او الطائرات غير المأهولة اصبحت الوسيلة الرئيسية و السلاح الفعال في الحروب الحديثة ذلك لما تمتاز به القدرة على الطيران لفترات طويلة و دقة الإصابة و انخفاض سعرها مقارنة بالطائرات المأهولة أضافه إلى أنها تقلل الخسائر البشرية و تحافظ على القوة البشرية كما أنها تمتاز بالقدرة العالية على تنفيذ مهام الاستطلاع و مراقبة العدو و قدرتها على استهداف القوات و الآليات المتحركة و المنشآت الحيوية و المراكز الإدارية بدقة عالية و يعود ذلك لتسليحها المكون من صواريخ و قنابل موجهة
تتكون المنظومة بالإضافة إلى الطائرات المسيرة من نظام تحكم و دائمآ يكون في العمق بعيدا عن المعركة و يعمل عبر الأقمار الاصطناعية و يصعب الوصول إليه و قد يكون بعيدا خارج حدود الدولة
هناك ميزة مهمة تمتاز بها المسيرات و هي صعوبة اسقاطها و تدميرها و يرجع ذلك لصعوبة كشفها فهي مختلفة عن الطائرات المقاتلة المأهولة إذ أنها تكون مصنوعة من مواد تمتص أشعة الرادار و لا تعكسها و بالتالي لا تظهر على شاشات الرادار التقليدية بجانب استخدامها للتشويش و الحرب الإلكترونية و لذلك تحتاج لأنواع حديثة تعمل بتقنيات معينة تواكب هذا التطور .
الحروب الحديثة أظهرت تفوق الطيران المسير و فعاليته في المعارك و قلب موازين القوى و الأمثلة على ذلك كثيرة لنأخذ مثلا الحرب بين أرمينيا و اذربيجان ٢٠١٦ نجد ان الطائرات المسيرة قلبت معادلات الحرب في ناغورني كارباخ الإقليم المتنازع عليه لصالح أذربيجان . أما الحرب الروسية الاوكرانية فهي حرب مسيرات بإمتياز . بالرغم من الإستخدام المكثف للمدفعيات و الدبابات إلا أنها لم تشهد مواجهات مباشرة كبيرة بين الطرفين . و في الحرب اليمنية استخدم الحوثيون المسيرات بفعالية كبيرة و استهدفوا منشآت حيوية و إقتصادية في المملكة العربية السعودية و الإمارات و كانت ضربات مؤثرة احدثت خسائر كبيرة و إن لم يسلط عليها الضوء
الامثلة كثيرة في هذا الصدد و لكن الملاحظ ان كل هذه الدول تملك وسائل دفاع جوي حديثة و متطورة الا انها واجهت معاناة كبيرة في مقاومة المسيرات بل و عجزت في كشفها و لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان طائرة مسيرة تطير فوق الكرملين او في ضواحي تل أبيب بالقرب من منزل نتنياهو او فوق سماء أرامكو السعودية و لا يتم كشفها او التعامل معها و تقوم بمهمتها و تحقق هدفها
هل يعني هذا انه لا يمكن هزيمتها؟
بالتأكيد يمكن هزيمتها باسلحة الدفاع الجوي الايجابي و السلبي و منظومات الحرب الإلكترونية المختلفة و لكن يجب الا ننسى ان أسلحة الدفاع الجوي مكلفة جدا و لكنها ضرورية فغيابها أكثر كلفة.
.نحن الآن في السودان نواجه هذا السلاح الحديث فبعد ان فقدت المليشيا قوتها الصلبة و قدرتها على المواجهة البرية لجأ داعميها إلى المسيرات بأنواعها و ذلك بهدف زعزعة الثقة في الجيش السوداني و زرع الإحباط في الشعب حتى يضغط على قيادته و ترضخ للتفاوض او هكذا يظنون .الشعب السوداني مطالب بمواصلة الدعم للجيش و القيادة و مقاومة الاحباط فنحن لدينا قضية عادلة و ثقة كبيرة في نصر الله تهزم أقوى الأسلحة .
لا اشك في ان قيادة الجيش تعمل بكل جد وعزيمة لمجابهة هذا السلاح و قريبآ يتحقق النصر و لكن لا بد من التخطيط و إدارة جهود دبلوماسية و سياسية توقف هذا الدعم فالكل يعرف ان دولة الإمارات وراء هذه المسيرات توفيرها و التخطيط لاستخدامها بما في ذلك تجهيز المطارات و المهابط بل حتى إدارة عملياتها و من عجب ان قادة المليشيا أنفسهم لا يعرفون شيئا عنها .
يجب ان تشمل الجهود السياسية الدخول في تحالفات تكتيكية و استراتيجية لردع هذآ التدخل الإماراتي السافر .
ختاما أقول اننا في السودان علينا أن نتعلم ثقافة الحرب الجوية حيث صافرات الانذار و الدخول في الملاجئ و المناطق المحصنة و الابتعاد عن المنشآت الحيوية لتقليل الخسائر و هنا يأتي دور الدولة و مؤسساتها المختصة .
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
تكريم من مصر لسفيرة الفن والسلام المهندسة نوفا حسين حاج مكي
22 سبتمبر 2025 01:59 م
الفن في مواجهة الدمار.. مبادرة لإعادة الحياة لمواقع متضررة من الحرب بالخرطوم
17 سبتمبر 2025 12:49 م
ورشة عمل لمعرفة وحفظ تراثنا الثقافي بالشمالية
16 سبتمبر 2025 09:55 م
“عضو مجلس السيادة د. نوارة تفتتح مهرجان زهور الخريف ومعرض الحرف اليدوية بكسلا”
10 سبتمبر 2025 12:55 م
خسوف كلي للقمر بعد غد الأحد
05 سبتمبر 2025 06:39 م
منظومة الصناعات الدفاعية تطلق حملات رش جوي بالخرطوم
01 سبتمبر 2025 07:17 م
الأكثر قراءة
-
وزيرة الصناعة تشيد بدور منظومة الصناعات الدفاعية في دعم الاقتصاد الوطني
-
"البرهان" يؤكد دعمه لبرامج المجلس الأعلى للسلم الاجتماعي
-
قرارات جديدة من اللجنة الاقتصادية لتعزيز حماية الاقتصاد الوطني وتنظيم تجارة الذهب
-
السودان يحرز فضية التجديف في تونس ووزير الرياضة يشيد بجهود الاتحادات
-
جمال عنقرة.. الأمير الجاسوس!!
أكثر الكلمات انتشاراً