سيف الإسلام عبدالله يكتب: ما نحتاجه عقوبات فعلية على الممولين.. وليس سلامًا قصير المدى
الخميس، 20 نوفمبر 2025 10:36 ص
سيف الإسلام عبدالله
طوال سنوات الحرب السودانية تبدو الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها القوى الكبرى متردّدة وخجولة كما لو أنها تخشى تجاوز خط رقيق كي لا تؤذي مصالحها الذاتية. صحيح أن هناك بيانات وإدانات لكن الأفعال الجذرية مثل فرض عقوبات فعالة على قيادات مليشيا الجنجويد والممولين الأساسيين لآلة الحرب لا تزال غائبة أو على الأقل غير كافية هذا التردد يعكس رؤية ضبابية لدى هذه القوى أي طرف قد يضمن لها نفوذًا ومصلحة بعد الحرب.
في الساحة الدبلوماسية نجد أن مبدأ السيادة يُستخدم كذريعة لعدم التدّخل القوي بينما يُستر مبدأ المصلحة بوصفه تبريرًا لتدخلات غير معلنة. فالقوى الكبرى تدّعي احترام سيادة السودان في الوقت الذي تتدخل فيه بطرق تضمن ما بعد الحرب هى محاولات تحكم غير مباشر وليس التزام حقيقي بوقف العنف أو تحقيق العدالة.
هذه الديناميكية تُظهر الوجه الماكر والقذر للسياسة العالمية تجاه السودان ولا يهما
كم من الدم السوداني سيُسفك ولكنها تتعامل بحسابات الربح السياسي والمصالح الإستراتيجية. ويجسّد هذا نهجًا وظّف الصراع السوداني كأداة ضغط لمصالها وليس كمأساة إنسانية تتطلب تحركًا فوريًا وعاجلا.
والجهود الإقليمية مثل مبادرات الإيغاد والدول المجاورة ومحادثات جدة التي تقودها السعودية والولايات المتحدة على الرغم من أهميتها تظل غير كافية إذا لم تُدعم بضغط دولي فعّال يهدد من يفعل الفظائع بعواقب حقيقية. الإيغاد على سبيل المثال يمكن أن توفر إطارًا محليًا للسلام لكن من دون دعم قوي للجيش وعقابي للمليشيا بنزع سلاحها.
الاتفاقات الهشة عرضة للانهيار أو التجاوز من قبل المليشيات.
ومع ذلك نشهد الآن تحركًا يبدو أكثر وضوحًا إعلان دونالد ترامب أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بناءً على طلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
و هذا اعتقد ان وراءه رسائل دبلوماسية واستراتيجية. كما ورد في الاخبار ان الطلب بالتدخل من بن سلمان على ترامب هو جزء من جهد سعودي لكسر الجمود في المفاوضات.
لكن حتى هذا الإعلان يعكس ازدواجية المنطق الدولي هل هذا حقًا تحرك من منطلق إنساني أم خطوة تكتيكية في إعادة توظيف النفوذ؟ فترامب نفسه يقول إنه لم يكن من ضمن خططه التدخل في السودان لكن طلب بن سلمان جعله يُعيد النظر.
هذه الديناميكية تثير أكثر من سؤال من يمثّل من؟ وهل السلام الذي يُراد اليوم هو سلام المواطن السوداني أم سلام يُخدم فيه مشروع سياسي كبير؟
إضافةً إلى ذلك تبرز انتقادات واسعة من الشعب السوداني تجاه المجتمع الدولي لأنه استخدم فقط أدوات محدودة مثل تصريحات القلق بيانات الرفض أو عقوبات محدوده . منظمات حقوق الإنسان تؤكد أن القوى الكبرى فشلت في وضع حد لإفلات الجناة من العقاب خاصة أولئك من الذين يقودون قوات المليشيا ويرتكبون فظائع بحق المدنيين.
الحكم الأخير من المحكمة الجنائية الدولية بحق بعض قادة المليشيا في دارفور هو تطور مهم لكنه لا يكفي لوحده.
أما الهيئات الإقليمية مثل بعثة الأمم المتحدة المشتركة لتقصي الحقائق فهي تفتقر إلى سلطة المقاضاة مما يُبقي انتهاكات الجنجويد دون مساءلة طموحة وفاعلة.
بهذا يمكن القول إن المجتمع الدولي رغم بعض التحركات الرمزية. ما زال متخاذلًا في الكفّ الفعلي عن دعم فوري وجذري لنزع سلاح الجنجويد وحماية المدنيين وتمكين العدالة. التركيز لا يزال منصبًا على مصلحة قصيرة المدى أكثر من التزام أخلاقي طويل الأمد.
من جهة نظري تحرك ترامب باسم بن سلمان يمكن أن يكون نقطة محورية لكن ما يحتاجه السودانيون هو ما يتجاوز التصريحات والإعلانات. عقوبات فعلية على الممولين و دعم العدالة الجنائية و كذلك لا بد من تمكين السودانيين أنفسهم من قيادة مستقبلهم السلام الحقيقي لا يُبنى فقط عبر صفقات بين زعماء خارجيين بل عبر إشراك المجتمع المدني السوداني وإعطائه الصوت والحق والمحاسبة.
إذا فشلت هذه القوى في تحويل التصريحات إلى أفعال فستبقى وعدًا فارغًا وسينجو مرتكبو الجرائم دون دفع ثمن بينما الشعب السوداني يدفع الثمن الأغلى من حياته وكرامته ومستقبله
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
منارة لصوت الشرق الثري.. الإعيسر يدشن المركز الإقليمي للإذاعة والتلفزيون بالبحر الأحمر
20 نوفمبر 2025 02:28 م
الفنانة السودانية مونيكا روبرت: معظم النساء المتزوجات خائنات وأعرف منقبة تتزوج عرفي كل يومين
17 نوفمبر 2025 01:04 م
بودكاست "الحاصل شنو" .. رشان أوشي تضيء لكم شمعة في ضباب الأحداث وعتمة الحرب
16 نوفمبر 2025 10:54 ص
كجونكات حتى الممات .. أحمد الصادق يعود من جديد ويغني للسودانيين في الحرب من القاهرة
14 نوفمبر 2025 10:31 ص
تسابيح مبارك تلتقط الصور وسط الأهالي في نيالا .. وكأنها أنجلينا جولي
10 نوفمبر 2025 11:45 ص
الأكثر قراءة
-
سقوط شبكة لتهريب البشر والقبض على 4 مجرمين وتحرير 19 رهينة في كسلا
-
وصول 1650 سودانيًا من مصر يوم الخميس .. وإقبال كبير على التسجيل للعودة الطوعية
-
بالأسماء .. القوائم الجديدة للطلاب السودانيين المسموح لهم بالدراسة في مصر
-
موعد بداية العام الدراسي الجديد في الخرطوم ونهايته
-
تحذير إلى أهالي بورتسودان وسواكن .. الزموا بيوتكم
أكثر الكلمات انتشاراً