سيف الإسلام عبدالله يكتب: شبيه طه الحسين
الجمعة، 21 نوفمبر 2025 02:44 م
سيف الاسلام عبد الله
في اللحظات التي تخوض فيها الدولة حرب مصيرية ويمكن أن تغير خارطه السودان
تبرز شخصيات غامضة تتجاوز منطق السلطة التقليدية لتصبح لاعباً مؤثراً في الظل تصنع القرارات بعيداً عن أعين الرأي العام. مع حكومة دكتور كامل ادريس يظهر اسم الدكتور الحفيان بوصفه إحدى أكثر الشخصيات إثارة للجدل لا بسبب منصب رسمي يشغله بل بسبب ما لا يشغله من منصب وبسبب حضوره الهامشي من حيث الشكل والمركزي من حيث التأثير.
الحكومة السودانية التي أعلنت قطيعة دبلوماسية مع الإمارات متهمة إياها بدعم مليشيات الجنجويد تجد نفسها اليوم أمام سؤال حاد كيف لشخص عمل لسنوات داخل الإمارات في بيئة سياسية وأمنية شديدة الحساسية أن يقترب بهذا الشكل من مطبخ القرار السوداني دون تعريف واضح لطبيعة مسؤولياته؟
هذا السؤال وحده كفيل بفتح باب تحليل معقد لأن تاريخ السودان القريب يذكرنا بشخصيات استغلت فيها بعض الدول علاقاتها الشخصية لاختراق الأنظمة الهشة. وليس جديداً أن تستعين أجهزة استخبارات في لحظات مفصلية، بشخصيات ذات صلات عائلية بالسلطة لتكون قنوات تأثير غير معلنة.
ولنا تجربة مع الفريق طه الحسين الذي شكّل في وقت ما قناة نفوذ غير رسمية وانتهى جدله بملف اتهامات ذات طابع تجسسي.
السؤال الذي يجب أن يُطرح هو
هل نحن أمام نمط شبيه أم أمام شخصية محلية تبحث عن دور أكبر من حجم المؤسسات؟
للاجابه على هذا السؤال يتضح لنا جليا
غياب منصب رسمي واضح للحفيان مقابل حضور سياسي يتجاوز حدود أي صفة مبعوث غير معلنة. فإصرار الحكومة على منحه صفة مبعوث خاص بدا أكثر خجلاً منه إقراراً بالواقع وكأنه محاولة لتغليف دور غير قابل للتغليف. فالتاريخ يقول لنا إن المبعوثين الحقيقيين يمارسون دوراً دبلوماسياً لا دوراً تقريرياً في مطبخ القرار.
وقربه العائلي من رأس الدولة يجعله في موضع حسّاس وهو في الوقت نفسه نقطة ضعف ونقطة قوة: قوة لأنه يسمع ما لا يسمعه الآخرون وضعف لأنه يصبح هدفاً نموذجياً لأي طرف خارجي يبحث عن رجل داخل البنية الداخلية.
اما خلفيته المهنية في الإمارات تُعد سنوات وجوده في دولة ذات مصالح مباشرة في السودان من أكبر عوامل القابلية للاشتباك مع شبكات النفوذ سواء بوعي أو دون وعي.
على كل حال الخطر الأكبر لا يتمثل في الحفيان كشخص بل في نمط صناعة القرار نفسه.
عندما تصبح المكاتب الرسمية واجهة بينما تُصنع القرارات في غرف غير معلنة، فإن الدولة تدخل منطقة الخطر الأحمر. فحين يتحول الوزير إلى موظف بروتوكول ويصبح السفير مجرد حامل ملف بينما التوجيهات تمر عبر شخصية لا تحمل منصباً فإن الدولة تكون قد نقلت مركز ثقلها من المؤسسات إلى الأفراد. وهنا يبدأ التشقق الحقيقي.
في مثل هذا المناخ، يتحول رجل الظل إلى عنصر لا يمكن قياس حجمه أمنياً. فهو لا يوقّع قراراً لكنه يغير اتجاهه. لا يحضر اجتماعات لكنه يحدد نتيجته. لا يظهر للرأي العام لكنه موجود في كل مكالمة خلفية. وهذا النوع من النفوذ هو الأخطر لأنه نفوذ غير مرصود وغير مضبوط.
وفي النهاية سواء كان الحفيان رجل الإمارات أو رجل الظل المحلي أو مجرد شخصية تبحث عن دور أكبر فإن المشكلة ليست فيه وحده بل في دولة تترك فراغاً واسعاً يكفي لولادة عشرات الرجال من هذا النوع. فالأزمات الحقيقية لا تُصنع من الأشخاص بل من البنى الهشة التي تسمح لهم بأن يصبحوا أقوى من مؤسساتها.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
منارة لصوت الشرق الثري.. الإعيسر يدشن المركز الإقليمي للإذاعة والتلفزيون بالبحر الأحمر
20 نوفمبر 2025 02:28 م
الفنانة السودانية مونيكا روبرت: معظم النساء المتزوجات خائنات وأعرف منقبة تتزوج عرفي كل يومين
17 نوفمبر 2025 01:04 م
بودكاست "الحاصل شنو" .. رشان أوشي تضيء لكم شمعة في ضباب الأحداث وعتمة الحرب
16 نوفمبر 2025 10:54 ص
كجونكات حتى الممات .. أحمد الصادق يعود من جديد ويغني للسودانيين في الحرب من القاهرة
14 نوفمبر 2025 10:31 ص
تسابيح مبارك تلتقط الصور وسط الأهالي في نيالا .. وكأنها أنجلينا جولي
10 نوفمبر 2025 11:45 ص
الأكثر قراءة
-
سقوط شبكة لتهريب البشر والقبض على 4 مجرمين وتحرير 19 رهينة في كسلا
-
وصول 1650 سودانيًا من مصر يوم الخميس .. وإقبال كبير على التسجيل للعودة الطوعية
-
بالأسماء .. القوائم الجديدة للطلاب السودانيين المسموح لهم بالدراسة في مصر
-
موعد بداية العام الدراسي الجديد في الخرطوم ونهايته
-
تحذير إلى أهالي بورتسودان وسواكن .. الزموا بيوتكم
أكثر الكلمات انتشاراً