عبدالله أبو علامة يكتب: ما وراء أكمة التعاطف السعودي

الجمعة، 21 نوفمبر 2025 02:48 م

عبد الله أبو علامة

عبد الله أبو علامة

كثيرون ممن قيض لهم العيش في المملكة العربية السعودية ردحًا من الزمان، وعاشروا شعبها وبلى أخلاقهم، ثم اطلعوا على تاريخها الحديث، بدءًا من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، مرورًا بأبنائه الكرام: سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله، وسلمان، يلمس عاطفة عميقة نحو الإسلام والمسلمين، لا يشوبها الرياء، ولا يغلفها التصنع. فسياسة ساستها قائمة على التثبت والروية والرصانة.

وقد تواترت خلال الأسابيع القليلة الماضية ثلاث دفقات من هذه العاطفة الجياشة والدافئة:

أولها من الأمير الدكتور خالد آل سعود، في رسالة رقيقة إلى من أسماهم "محقًّا"، أهلنا وأشقاؤنا، ووصفهم بأنهم مهد الحضارات الإفريقية وأنبل الشعوب العربية، وشهد لهم بالكفاءة والإخلاص والأمانة في حقول التعليم العام، والتعليم الجامعي، والمجال الصحي، مما يشي بتعاطفه الصادق معهم في محنتهم الحالية.

ثانيتها مع رئيس تحرير صحيفة الوطن، الذي حلّل من خلالها فرحة ورقص الصحفية السودانية تسابيح آدم خاطر فوق جماجم الشيوخ والنساء والأطفال في فاشر السلطان المنكوبة! وفوق كونه تحليلًا نفسيًا عميقًا، فهو عاطفة مشبوبة تكاد تحس معها دموع صاحبها، وما أغلى دموع الرجال!

ثالثتها كلمة مسهبة نسبت لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، كلها شهادة حق عن القيادة السياسية والعسكرية الحالية للسودان. استوقفني وصفه للفريق أول عبد الفتاح البرهان بأنه "رجل دولة"، وهو وصف لو تعلمون عظيم.

إن الذي يعرف مسارات السياسة العليا في المملكة العربية السعودية يجد، بل يلمس، موقفًا راسخًا تجاه قضية الحرب في السودان. ودعونا ننتظر، وسنرى، بإذن الله، خيرًا.

search